الرئيسية مقالات عيادةٌ رائعةٌ من سموِّ أميرِ جازان : إبراهيم مفتاح …هدية فرسان للوطن 

عيادةٌ رائعةٌ من سموِّ أميرِ جازان : إبراهيم مفتاح …هدية فرسان للوطن 

122
0

 

محمد الرياني

فرَسان إحدى أروع الجزر في المملكة ، قدمتْ هذه الجزيرةُ هديةً من أروعِ الهدايا للوطن ، قدمتْ الشاعرَ والمؤرخَ والباحثَ والموسوعيَّ والأديبَ إبراهيم عبدالله مفتاح ، ليبحرَ عبرَ سبعةِ عقودٍ في عالَمِ الشعرِ والتاريخِ والتعليم ، ولتضيف فرسان إلى جانب اللؤلؤ الذي تضمه في أعماقها واحدًا من عمالقةِ الشعرِ العربي ورمزًا من رموزه .

وإذا ذُكرتْ فرسان فإن التاريخ يكتبُ في رأسِ صفحته ؛ بل في عناوينه اسمَ إبراهيم مفتاح ، وكأنه خرجَ من محارةٍ في عمقِ البحر ، أو هو والبحر سواء ، ولأن فرسان بطبيعتها تنبتُ القوافي في كلِّ جزرها ، وتسري فيها دندناتُ البحَّارةِ في الليالي السوداءِ والمقمرة ، وتمخرُ عبابَ البحرِ حتى في قمةِ الأمواج ؛ فالشعرُ والتاريخُ يركبُ مع الصيادين والبحَّارةِ وهواةِ المتعةِ على البساطِ المائي .

والحديثُ عن إبراهيم مفتاح حديثٌ عن شعرِه المتفردِ ورواياتِه البديعةِ وقصصِه العجيبة ، وعن ذاكرةٍ عجيبةٍ تحفظُ تفاصيلَ رحلةِ الأدبِ والتعليمِ ولغةِ الفرسانيين التي تشبه الموسيقى العذبةِ الرقراقة .

يمرُّ إبراهيم مفتاح هذه الأيام بوعكةٍ صحيةٍ تجعل من الوطنِ الذي أحبَّه إبراهيم مفتاح وكتب له أروعَ القصائدِ يفتحُ له صدرَ المحبةِ والاهتمامِ عرفانًا بمنزلةِ رجلٍ أفنى عمرَه وهو يكتبُ عن الوطن وللوطن أسمى العباراتِ وأنقاها وأعذبها ،وبلا شكٍّ فإنَّ جزيرته الأسطوريةَ الفاتنةَ هي ضمن منظومةِ هذا الحب .

وعندما يرقدُ مفتاحُ فرسان اللؤلؤي على السريرِ الأبيض ، فإنَّ الوفاءَ الأبيضَ النقيَّ والتقديرَ الرفيعَ الذي هو من شيمِ هذا الوطنِ وقادتِه يدفعُ سموَّ الأميرِ الأديبِ محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان للقيامِ بزيارةٍ رائعةٍ لأديبِ فرسان الكبير ليضيفَ سموُّه إلى مفرداتِ الدواءِ بلسمًا ودواءً مع روشتةِ العلاج ، ولتكونَ شاهدًا على الحبِّ الذي يربطُ قادةَ هذا الوطنِ بالمواطنين في مشهدٍ يستحقُّ أن يعنونَ في صفحاتِ التاريخ .

ألف ألف سلامةٍ لأديبنا الكبير إبراهيم مفتاح ، وستبقى فرسان الناس والبحر والتاريخ والشعر البديع ، وإبراهيم مفتاح منهم .