خالد جبلي ‐ جازان
ليتني أستطيع أن أهرب بعيدًا
إلى مكانٍ لا يعرفني فيه أحد
أتنفس فيه بعمق حتى يخرج كل ما علق في صدري من أسى وصمت.
تعبتُ من طُرقٍ لا أعلم أين تأخذني
وتعبتُ من سؤالٍ يلاحقني: من أنا؟ وإلى أين أنا ذاهب؟
كأن كل جميلٍ في حياتي اختفى فجأة
وتركني وحيدًا أمام خوفٍ غامض اسمه المستقبل.
أشعر أنني مكبَّل
أن العزيمة التي كانت تسري في عروقي ذبلت
وأنني أقف ساكنًا وسط حياة تمضي بسرعة
بينما أنا عالق في داخلي
أبحث عن نفسي… ولا أجدها
لكنّ في قلبي ومضة لم تنطفئ بعد
صوت خافت يهمس لي أن الفجر يأتي ولو تأخر
وأن الضياع ما هو إلا طريق العودة الحقيقي.
سأمنح نفسي وقتًا
سأعيد ترتيب فوضاي
وسأخرج من بين رمادي يومًا
وفي عيني ضوء… يشبهني.
وسأتعلم أن الهدوء لا يعني الاستسلام
وأن الوحدة ليست فراغًا بل مساحة شفاء.
سأحتضن ضعفي كما أحتضن قوتي
وأمشي بخطواتي المتعثرة نحو غدي
لا أبحث عن كمالٍ زائل
بل عن سلامٍ يبقيني قائمًا مهما تبددت الأحلام.
وسأدرك في النهاية
أن ما ظننته نهاية
كان مجرد بداية…
لنسخةٍ أصدق من نفسي
