الكاتب- خالد جبلي
لحظة…
انتظرتُ تلك اللحظة التي ردّت بها عليّ وقالت: لحظة.
كانت الكلمة بسيطة، لكنها أحرقت ما تبقّى من صبري.
هاتفتها فصمت الهاتف وكأن الصمت أصبح لغتها الجديدة.
أعدت الاتصال علّ نغمة الرنين تُنقذني من هذا الغياب فلم تُجب.
كتبتُ لها من جديد فجاءني الرد ذاته… لحظة.
يا الله كم يمكن للحظةٍ واحدة أن تُربك العمر بأكمله؟
كم يمكن لها أن تُشعل الشوق وتُطفئ الطمأنينة في الوقت ذاته؟
مرّت الدقائق كأنها أعوام
والليل يزداد صمتًا كأنّه يشاركها الانتظار
وأنا بيني وبين نفسي أُحدّث الوقت وأقول:
لحظة يا بقايا الليل لحظة.
كنتُ أراقب عقارب الساعة وهي تلتهم الوقت
وأتساءل: هل هي لحظة تفكير؟
أم تردّد؟
أم لحظة وداعٍ تختبئ خلف كلمةٍ قصيرة؟
أحاول أن أبرّر الغياب أن أجد عذرًا أن أُقنع قلبي أن “اللحظة” ستنتهي قريبًا.
لكنها طالت
وطال معها صمتي
وطال معها سؤالٌ لا يجد جوابًا.
هل كانت لحظة اشتياق…
أم لحظة نسيان؟
يا بقايا الليل أخبرني:
هل ستنتهي هذه اللحظة ذات فجر؟
أم ستبقى عالقة بيني وبينها
كهمسةٍ لم تكتمل وكحلمٍ ضاع قبل أن يُروى؟






