الرئيسية مقالات الربع المفقود من صورتك

الربع المفقود من صورتك

110
0

 

خالد جبلي ‐ جازان

أحاول أن أرسمك وأحفظ صورتك في ذاكرتي ولكنني كلما رسمت جزءًا اختفى الجزء الآخر.

أحاول أن أجمع الأجزاء المتناثرة من صورتك التي رسمتها في عقلي ولحد الآن وصلت إلى ثلاثة أرباعها

لكن الربع الباقي هو الأهم في الصورة فيه ظلمة أتعبتني كثيرًا ظلمة لا تشبه غياب الضوء بل غياب الفهم وكأنها تخفي سرك عني عمدًا.

أريد أن أكمل الصورة سريعًا أريد أن أرى ملامحك كاملة

أن أعرف من أنتِ وكيف أتيتِ في هذا التوقيت الجميل الذي لم أكن أنتظر فيه شيئًا ومع ذلك جئتِ كدهشة كنسمة عبرت قلبي واستقرت فيه دون إذن.

إنني عائم في وسط البحر لا أعرف اتجاه الموج ولا أملك خبرة في السباحة وكل من حولي صامتون كأنهم تماثيل من صخ لا يسمعون ندائي ولا يرون ارتجاف يدي وأنا أحاول أن أتشبث بما تبقى منكِ في ذاكرتي.

كيف أستطيع أن أعيش وصورتك لم تكتمل بعد؟

كيف أغمض عيني دون أن أرى في الحلم ملامحك الغائبة؟

إن ما تبقى منك هو الجزء الذي يجعلني أتنفس، هو الربع المفقود الذي إن اكتمل عادت الحياة إلى تفاصيل أيامي الباهتة.

أحاول في كل ليلة أن أستعيدك من ضباب النسيان

أرسمك بخيالي

ألونك بمشاعري

وأرتجف كلما شعرت أن ملامحك بدأت تختفي.

ربما أنتِ لستِ إلا خيالًا ولد من اشتياقي أو طيفًا مرّ بي في لحظة ضعف لكنك تركتِ فيّ شيئًا لا يزول.

ليتني أستطيع أن أكمل الأجزاء المفقودة في صورتك

لكي أعرف من أنتِ حقًا وكيف استطعتِ أن تتسللي إلى هذا الركن الهادئ من قلبي دون أن أراك ودون أن أسمع صوتك

فقط لأنكِ كنتِ الحضور الذي أيقظ الغياب