الرئيسية مقالات دعوني أتجاوز أولًا

دعوني أتجاوز أولًا

174
0

 

✍🏼 بقلم: وجنات صالح ولي

في زحام العالم وثرثرة المواساة،

لم نعد نُفرّق بين من يستمع إلينا، ومن ينتظر دوره ليتحدث عن نفسه.

أحيانًا لا نحتاج إلى من يُصلحنا أو يُقوّم ضعفنا،

بل إلى من يمنحنا حقنا في الانكسار بهدوء،

أن نُرمّم أنفسنا على مهل… دون أحاديث المقارنة أو دروس القوة المصطنعة.

أحيانًا لا نحتاج إلى نصيحة،

بل إلى صمتٍ يُشبه الحضن،

نحتاج إلى أن يُقال لنا فقط: “خذ وقتك، لا بأس.”

كم من القلوب تكسرت تحت ضغط النصائح السريعة،

وكم من الأرواح تاهت بين من يشرح لها كيف تتجاوز،

بينما كانت تحتاج فقط إلى أن يُسمع وجعها دون تعليق.

دعوني أتجاوز أولاً،

ثم حدثوني كيف أعود أقوى.

فأنا ما زلت في منتصف الألم،

ولا أحتمل أن أُقارن بمن شُفي بينما جرحي ما زال ينزف.

في كل لحظة ضعفٍ تمر بنا،

هناك من يظن أن الحل في الكلام،

بينما الحل في الصمت والوقت.

فدعوا القلوب تُشفى كما تشاء،

ودعوا الأرواح تُرمّم نفسها بهدوء،

لأن الشفاء لا يأتي بالإصرار، بل بالسلام.