الرئيسية مقالات نوفمبر الأبطال… ذاكرة أمة لا تنحني

نوفمبر الأبطال… ذاكرة أمة لا تنحني

358
0

بقلم : كمال فليج _ الجزائر

في الذكرى الواحدة والسبعين لثورة التحرير الجزائرية، تستعيد الجزائر أنفاس التاريخ وتُجدد العهد مع أولئك الذين جعلوا من نوفمبر شعلة لا تنطفئ، ومن التضحية طريقًا إلى الحرية.

في فجرٍ وطنيٍ خالد، انبثق من رحم المعاناة صوت الثورة، ليعلن للعالم أن الجزائر قرّرت أن تحيا حرّة أو لا تكون. ففي الأول من نوفمبر 1954، لم يكن الرصاص مجرد صوتٍ للتمرد، بل نداءً للحياة، وصدى لإرادة أمةٍ قرّرت أن تنتزع كرامتها من بين أنياب الاستعمار. كانت اللحظة ميلادًا جديدًا، كتبته دماء الأحرار على صفحات التاريخ بمداد التضحية والإيمان.

تأتي الذكرى الواحدة والسبعون لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية المجيدة لتعيد إلى الأذهان ملاحم البطولة التي سطّرها رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وواجهوا أعتى قوة استعمارية بالعزم والإيمان والوحدة. كانت ثورة نوفمبر رسالة إنسانية قبل أن تكون وطنية، أضاءت درب الشعوب التواقة إلى الحرية، وعلّمت العالم أن الإصرار يصنع المعجزات حين تمتزج فيه عقيدة النصر بحب الوطن.

واليوم، ونحن نعيش في رحاب هذه الذكرى الخالدة، نستشعر عظمة التحدي ومسؤولية الأمانة؛ فالثورة لم تكن نهاية المطاف، بل بداية لمسيرة بناء وطنٍ يليق بتضحيات الشهداء. يبقى نوفمبر في وجدان الجزائريين رمزًا للكرامة والسيادة والوحدة، ويظل وعدًا متجدّدًا بأن الجزائر ستبقى شامخة، حرة، عصيّة على الانكسار… تمامًا كما أرادها أبطال نوفمبر. المجد و الخلود لشهدائنا الابرار … عاشت الجزائر حرة ابية