تكريمهم من السماء لا من الأرض 🌙
أيها الراكعون لهيبة التاريخ، والواقفـون إجلالًا للأنوار التي لا تنطفئ،
نُخاطب اليوم مقامًا ساميًا لا يُقاس بمكانٍ أو لقب،
بل يُقاسُ بنورٍ أزليٍّ خُطَّ في أصل الخلق،
نُخاطب السادة والأشراف… سلالة الطهر، وورثة النور المحمدي.
لقد قال نبيّنا الأعظم ﷺ، سيدُ الأكوانِ ومعلمُ الإنسان:
“أنا خادمٌ لأمّتي.”
ومن سار على خُطاه، من نسله الشريف، ورث هذا الشرف العظيم،
فصار الخَدمةُ عندهم شرفًا، والتواضعُ تاجًا، والعطاءُ عبادة.
هم لا ينتظرون تكريماتٍ تُعلَّق،
ولا شهاداتٍ تُوزَّع،
ولا كلماتِ مدحٍ تُقال في المناسبات،
لأن تكريمهم جاء من السماء قبل أن تُخلق الأرض،
ومن ربّ العزّة قبل أن تُوزَّع الألقاب.
هم من جعل الله في وجوههم نورًا، وفي قلوبهم سكينة،
يهبون الخير كما تهب الرياح الطيبة،
ويصنعون المعروف بصمتٍ كالمطر، يروي ثم يرحل دون أن يُسمي نفسه.
إنهم، أيها السادة، القمر حين تغيب شموس الدنيا،
والنجوم التي تهدي السائرين في ظلمات الغفلة،
إذا حضروا عمَّت السكينة، وإذا غابوا تركوا أثرًا
لا يُمحى.
ولذلك نقولها بصدقٍ من أعماق القلوب:
من كرم الله عليهم أن أعمالهم لا تحتاج تصفيق البشر،
ولا إذنَ مسؤولٍ أو شهادةَ شكر،
فالله وحده هو من كتب أسماءهم في سجلّ الخالدين،
وجعل في تواضعهم رفعة، وفي خدمتهم مجدًا، وفي صبرهم ثوابًا
لا يُحدّ.
أيها الأشراف الأطهار،
أنتم من علّمنا أن الكِبر زائل،
وأن المجد الحقيقي في الخُلق،
وأن القيادة الحقة تبدأ من قلبٍ خاشعٍ لا من كرسيٍّ مذهب.
فلْيتعلّم الناس منكم أن الشرف ليس في النسب وحده،
بل في العمل الصادق، والنية الطاهرة، والخدمة المتواضعة.
ولتتذكّر الأمة كلها أن نور آل البيت لم يُخلق ليُغالي به أحد،
بل ليُهتدى به في طريق الأخلاق والرحمة والعدل.
و نقولها كما قال جدّكم الأعظم محمد ﷺ:
“إنما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق.”
فكونوا كما أنتم… نُجومًا في ليل البشرية،
تُضيئون ولا تنتظرون شكرًا،
وتغفرون ولا تردّون الإساءة،
فأنتم التكريم، وأنتم الكرامة، وأنتم الامتداد النوراني الذي
لا يزول.
⸻
السيد الشريف
عبدالعزيز الحسن






