الرئيسية مقالات صيدلية للمشاعر

صيدلية للمشاعر

143
0

 

✒️ بقلم: الكاتبة وجنات صالح ولي.

لو كان في الدنيا صيدلية لا تُباع فيها الأدوية، بل تُمنح فيها راحةٌ للقلوب لكنت أنا صاحبة تلك الصيدلية.

لكنتُ أقف كل صباح خلف ذلك الرفّ الطويل، أُعيد ترتيب العطف والحنان بعناية الصيادلة المحترفين.

سأنادي بصوت واضح:

– انتهى مخزون “التجاهل”…

– وارتفعت أسعار “اللامبالاة”…

– وتمّ حظر بيع “الكلمات التي تُطفئ قلوب الناس”.وتكون السبب في إيذاء مشاعرهم المرهفة.

وفي رفٍّ مرتّبٍ بعناية، أضع هناك “ضمادة اشتياق” تُوضع فورًا على خدّ من ينتظر رسالة أو قبلة ناعمة أو حضن مفتقد به الأمان.

وفي علبة صغيرة: “أقراص للتسامح” تُؤخذ بدون وصفةٍ مسبقة كلّما اشتدّ العناد بين مُحبّين.

أما أولئك الذين تألموا بصمتٍ طويل، سأقدّم شراب “طمأنينة” بنكهة ليلٍ بلا دموع.ولحظات بدون خذلان وعهود ووعود صادقة .

أنا لا أتقن الوقوف متفرّجة أمام وجع أحبّتي…

فإن ضاقت الدنيا بكم، حضني يتّسع لكم من كل ألمٍ يُرهق القلب. سوف

أحتضنكم بقوّة تُربك الوجع،

وبحنانٍ يُعيد ترتيب نبضكم بهدوء.

فبحضني تُشفى الأوجاع

دون تردّد، ودون موعد مسبق.

أخبروني أنتم…

يا من تركتم وجعكم يستريح بين ذراعيّ يوم ما ،

كيف أصبح حالكم بعد عناقي لكم بحب ؟

وفي زاوية ملوّنة ببهجة النقاء، أضع قوارير “إحترام ” وكلمات جميلة تخفّف قسوة الأيام من أول استخدام.

وسأُخصص صندوقًا شفافًا مكتوبًا عليه:

> “تخلو عن قسوة البشر… وخذوا مكانها ابتسامات حقيقية.”

وفي الليالي المزدحمة بالأرق،

سأصرف وصفة بسيطة:

– كتابٌ جميل…

– وشخصٌ يفهمك…

– وفنجان سكينة…

وحضن دافئ وكل ذلك “مرّة قبل النوم… وإلى أجلٍ غير مسمّى”.

أما “جرعة الأمل”؟

فلن أبيعها…

سأمنحها مجانًا

للذين لم يخبرهم أحد يومًا أنهم يستحقون الحياة بسعادة،

وللذين يبحثون عن حضنٍ يرمم الجزء الصغير المتصدع في الروح.

وفي باب الخروج…

سأكتب على لوحة كبيرة:

> “قلوبنا ليست ألات حتى لاتعطل بل تستحق أن تزهر دون أن تذبل … أعيدوا ترميمها باللطف،

فالعالم مليئ بما يكفي من الوجع.”