خالد جبلي ‐ جازان
مهما خذلنا في حياتنا من أشخاص
لم نكن يومًا نتوقع منهم ذلك
يبقى الخذلان صدمة لا تُنسى.
يا لها من صدمة حين ينكشف أمامك كتابٌ كنت تراه على الطاولة بغلافٍ أخّاذ
عنوانه ساحر ولونه يأسر البصر
فأنتظر اللحظة التي تسعفني لقراءته بشغفٍ ولهفة.
لكن حين حانت اللحظة
وأخذتُ أتصفّح صفحاته…
كانت الصاعقة الكبرى —
لم يكن جميلًا كما تخيّلت
ولا صادقًا كما وعد غلافه.
كان حزنًا متراكمًا وإساءةً متخفّية خلف العناوين
تمامًا مثل أولئك الذين خذلونا
بصورهم اللامعة وهندامهم المرتّب
وكلماتهم المعسولة التي ضاعت في زحام الأيام.
ركضنا خلف أصواتهم
بحثنا عن دفء حضورهم
لكنهم اختفوا… تاركيننا في ظلامٍ لا ملامح له
نبحث عن أثرٍ فلا نجد سوى صدى الخيبة.
كم هي الحياة قصيرة
وكم هم كُثُر من خذلونا في زحمة الطريق…
لكننا نتعلّم — رغم الألم —
أن لا ننبهر بالغلاف
فليس كل جميلٍ… يستحق القراءة






