الرئيسية مقالات حيث لا ينفع الندم

حيث لا ينفع الندم

233
0

 

بقلم /شاعرة الحس

امل صالح شكر

الندمُ ذلكَ الشعورُ الخفيّ القابعُ خلفَ ستار الأفعالِ والآراءِ والأحداثِ، يظلُّ راكدٌ مخبوء تحتَ العواقب والردودِ إلى أن نشعرَ به بعدَ اندلاعِ مُسبِباتِها كحِمَمٍ يثورُ لهيبَه بدواخلنا، لا يُجدي ولا يُغني ولا يُعطي فُرصةً أو يُعيدُ مُحاولةً أو يُغيِّرُ مُحتوى بمَنفذٍ أو مخرجٍ، لأننا أبداً مُحالٌ نراهُ في المُقدِّمةِ أو قبل اتخاذ القراراتِ، هوَ بعيد، هوَ دائماً يأتِ بعدَ كُلِّ وأيُّ شيء، هوَ بتّارُ التمنّي ومُقحِمُ ليتَ، لديهِ فنّنٌ جبّارٌ بجُرعاتٍ تنشيطيةٍ تَزيدُ وخزاتَ القهرِ في النفْسِ، ليبقى الحديثُ مكلومٌ مُنحَسِرٌ بينَ الحناجرَ والأفواه بسببِ الندمِ الذي يجيءُ إثرَ الفواتِ والنهاياتِ وبعدَ كُلّ أوان حيثُ لا ينفعُ الندم.