الرئيسية مقالات ” أسبوع المهن”  “عندما يتحوّل التعليم إلى تجربة حياة”

” أسبوع المهن”  “عندما يتحوّل التعليم إلى تجربة حياة”

78
0

 

بقلم شيرين يحيى رمضانذ

في أجواء نابضة بالحيوية والطموح، جاء «أسبوع المهن» ليحوّل قاعات الدراسة إلى منصّات حوار وتفاعل، تربط بين التعليم وسوق العمل، وبين الحلم والواقعع ، فلم يعد الطالب يكتفي بما يتلقّاه في الكتب، بل أصبح يعيش تجربة واقعية تمكّنه من استكشاف ذاته، واكتساب مهارات المستقبل، وفهم متطلبات المهنة التي يسعى إليها.

يحمل هذا الأسبوع شعار «طموح يقود المستقبل»، وهو أكثر من مجرد فعالية مدرسية؛ بل رؤية تربوية جديدة تؤكد أن التعليم الحقيقي لا يكتمل إلا حين يجد طريقه إلى التطبيق ، فالمعرفة وحدها لم تعد كافية، بل لا بد من مهارات تمكّن الشباب من صناعة فرصهم بثقة ووعي.

وقد فتح «أسبوع المهن» الباب أمام الطلبة لاكتشاف مجالات عمل متنوعة، والتعرف على المهن المستقبلية في قطاعات متقدمة، كالذكاء الاصطناعي والطاقة والتقنيات الرقمية ، كما أتاح لهم التفاعل مع الخبراء وممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة مما منحهم تصوراً أوضح عن واقع سوق العمل ومسارات النجاح الممكنة.

فالكثير من الطلبة وصفوا التجربة بأنها نقطة تحول في رؤيتهم للمستقبل، إذ أعادت توجيه اهتمامهم نحو تخصصات واقعية تتناسب مع ميولهم وقدراتهم، بعيداً عن الاختيارات العشوائية أو التقليدية.

بينما عبّر أولياء الأمور عن فخرهم بمثل هذه المبادرات التي تساعد أبناءهم على اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على الفهم لا على التكرار أو التوقعات الاجتماعية، كما ساعدت ورش الإرشاد المهني الأسر على أداء دورها التوجيهي بشكل أكثر وعياً ودعماً.

أما من الناحية التربوية، فقد أكد المربّون أن «أسبوع المهن» يعكس تحوّلاً نوعياً في فلسفة التعليم من التركيز على التلقين إلى بناء الشخصية المتكاملة القادرة على التفكير النقدي، وحل المشكلات، واتخاذ القرار، وهي مهارات تمثل جوهر التعلم في القرن الحادي والعشرين.

فقد أصبح الهدف من التعليم اليوم إعداد شباب يبتكرون ويقودون، لا يبحثون فقط عن وظيفة، بل يصنعون لأنفسهم مسارات مهنية تتوافق مع طموحاتهم ومع تطور الاقتصاد الوطني والعالمي.

إن أسبوع المهن تجربة تثبت أن المدرسة ليست محطة عبور نحو الجامعة فقط، بل بوابة عبور نحو الحياة، فهو يضع الطالب أمام العالم الواقعي، ويعلّمه أن الحلم لا يتحقق إلا بالعمل، وأن الشغف هو أول خطوة في طريق النجاح المهني المستقبلي.