الرئيسية مقالات حين يعانق الغروب نسيم البحر… وتُزهر اللحظات بين دفء العائلة وهدوء المساء 

حين يعانق الغروب نسيم البحر… وتُزهر اللحظات بين دفء العائلة وهدوء المساء 

98
0

 

✍️ بقلم: الإعلامي خضران الزهراني

في مساءٍ من يوم الجمعة، خرجتُ مع عائلتي نبحث عن لحظة هدوء، عن زاويةٍ من جمال هذا الكون تُعيد للنفس صفاءها، وللروح بهجتها. وجدنا أنفسنا أمام البحر، هذا الصديق القديم الذي لا يملّ من الاستماع، ولا يضجر من الحديث، يحمل بين أمواجه أسرار الحياة وطمأنينة المساء.

جلسنا على الرمال الناعمة، وبدأ نسيم البحر ينساب على وجوهنا كأنه عزفٌ من الطبيعة يلامس القلوب قبل الأجساد. أمامنا كانت الشمس تتهادى نحو الغروب، ترسم في السماء لوحاتٍ من ذهبٍ وبرتقال، كأنها تودّع يومًا مضى وتهمس لنا أن الجمال لا يزول بل يتجدد في كل لحظة.

تأملتُ المشهد، فإذا بالحياة تُختصر أمامي في تلك اللحظات: ضحكات الأطفال على الرمال، نظرات الفرح في عيون الأهل، رائحة البحر التي تمتزج بذكرياتٍ لا تُنسى. كل شيء كان يقول إن السعادة لا تُشترى، بل تُصنع حين نكون مع من نحب، في مكانٍ يحتضننا بصدق.

ما أروع أن نعيش الغروب لا كوداعٍ للشمس، بل كبدايةٍ لصفاءٍ داخلي، يملأ القلب رضا ويُعيد للنفس طمأنينتها. فهناك، على الشاطئ، حين تلتقي الأمواج بالرمال، والنسيم بالعائلة، والغروب بالعيون الحالمة، تشعر أن العالم كله بخير.

هي لحظات لا تُكتب بالحبر، بل تُكتب في الذاكرة والوجدان، تُذكّرنا أن أجمل الأوقات تلك التي تجمعنا على بساط الطبيعة، نضحك، نتأمل، وندعو الله أن تدوم علينا نعمة العائلة، وهدوء البحر، وجمال الغروب. 🌅💛