الرئيسية مقالات الرحيل

الرحيل

372
0

 

الرحيل… ليس نهاية، بل بداية فصل جديد في كتابك الشخصي المليء بالتجارب والدروس والعبر.

حين يرحل عنك إنسان، لا تحزن طويلاً، ولا تقف عند بوابة الغياب متجمّدًا أمام أطلال الذكرى، بل تأمّل الموقف بعين الوعي والنضج، وقل في نفسك:

“لقد كان مطبّة على طريق تقدّمي، وتجاوزته بسلام.”

كلُّ من غادر حياتك، ترك لك شيئًا تتعلّمه — درسًا في الصبر، أو اختبارًا في الوفاء، أو فرصة لاكتشاف ذاتك بعيدًا عن الضجيج العاطفي.

فالرحيل أحيانًا هو أعظم هدية يقدّمها لك القدر لتتحرّر من التعلّق، وتسمو نحو مراتب أعلى من الإدراك والطمأنينة.

تجاوزْهم برقيّك، وواصل المسير بثقةٍ تليق بالقمم.

لا تنظر خلفك، فالطريق أمامك مليء بالفرص، والنجاح ينتظر أولئك الذين لا يتوقفون عند خسارة، بل يجعلون منها وقودًا للتألّق والسمو.

إنّ كل رَحيلٍ في حياتك، هو في جوهره ارتقاءٌ لك إلى أعلى من جبل طويق — رمز الثبات والعزة والشموخ.

كن أنت القمّة التي لا تهزّها الرياح، ولا تنكسر أمام الغياب، بل تزدهر بالصبر والإيمان والثقة بأن الله لا يقدّر إلا الخير.

🌟 توجيه ختامي:

تذكّر أن من يرحل عنك يفتح لك بابًا نحو نفسك، لتكتشف من تكون حقًا، ولتزداد عزيمة ووضوحًا في مسارك.

لا تلتفت إلى الخلف، فالأفق لا يُرى إلا لمن يرفع بصره نحو الأعلى…

نحو المجد، نحو الطموح، نحو ما هو أعلى من جبل طويق.

✍️ بقلم:

عبدالعزيز الحسن

مؤرخ ومفكر