الرئيسية الأدب والشعر رياض الإبتسامة في صحراء الوجع 

رياض الإبتسامة في صحراء الوجع 

80
0

 

بقلم خالد الحربي/ الرياض

صحيفة صدى نيوز إس

الأنقياء وحدهم من يكون وجعهم جميلًا، لا ألم فيه،

لأنهم قدّموا بكل إخلاصٍ وحب، حتى أصبح الوفاء عنوانهم،

والطيب أثرهم.

وعندما يُصابون بالوجع، لا يشعرون به،

فقلوبهم تعوّدت أن تمنح دون انتظار،

ومن قدّموا له يومًا، يعود يومًا

ليجعل من وجعهم جمالًا،

ومن كسورهم جبرًا،

ومن أحزانهم فرحًا.

في لحظات الوجع، تغيب وجوهٌ وتظهر أخرى،

فنُدرك أن الألم يُمحّص،

ويكشف الصادق من العابر،

وأن الوجع في حضرة النقاء يتحوّل إلى ضوء.

يتعامل الأنقياء بمبدأ الأخوّة والصدق،

يبادرون بالسؤال،

لا ييأسون من تضميد جراح غيرهم،

يحوّلون صحراء الوجع إلى رياض الابتسامة،

ويُعيدون للحياة لونها حين تبهت.

هكذا هي الحياة، متقلّبة بين أوجاعها وابتساماتها،

بين فَقدٍ ولقاء، وحزنٍ وفرح.

فكن مصدر السعادة للآخرين،

لتنعكس سعادتهم على روحك،

وتجد في الماضي نيةً طيبةً زُرعت بحب،

فنمت وأينعت وآن قطافها،

ليبقى في القلب اتّزانٌ واعتدالٌ،

لا يفسده وجعٌ ولا يُغيّره فرح