د. منصور نظام الدين: جدة:-
أكد المستشار الإجتماعي والصحي طلال محمد الناشري، أن الوقاية من الأمراض المعدية لم تعد خياراً ثانوياً بل هي ركيزة أساسية لصحة المجتمع واستقراره، خصوصاً مع تزايد التجمعات في المساجد والمدارس والجامعات وأماكن العمل، وارتفاع معدلات العدوى خلال موسم الشتاء، مثل الرشح ونزلات البرد ، مبيناً أن الإحصاءات الحديثة تكشف أن تكرار الإصابات في بيئاتنا المشتركة يفرض ضغطاً على الخدمات الصحية، ويتسبب بغياب متكرر عن الدراسة والعمل، مما ينتج عنه آثار اقتصادية واجتماعية ملموسة.
وأوضح الناشري أن تبني المجتمع لإجراءات الوقاية ينعكس بشكل مباشر على أربعة محاور رئيسية وهي :
الصحة العامة ، ويتمثل في الحد من انتشار الأمراض وتقليل العبء على المنظومة الصحية.
التعليم والعمل ، وينعكس ذلك في خفض نسب الغياب، مما يضمن استمرارية التعليم ويرفع الإنتاجية في أماكن العمل.
التكاليف ، أي تقليل النفقات العلاجية وزيارات المستشفيات، وخفض تكلفة الإصابات المتكررة.
التعايش المجتمعي ، وذلك عبر تعزيز ثقافة الوعي الصحي يجعل المجتمع أكثر جاهزية لأي موجة عدوى مستقبلية.
وبيّن الناشري أن أكثر طرق انتقال العدوى انتشارا تشمل الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس ، الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه ، الازدحام في الأماكن المغلقة وتراجع مستوى التهوية ، ضعف المناعة خصوصاً لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ، فيما تتمثل الإجراءات الوقائية
الجوهرية في النظافة الشخصية من خلال الحرص على غسل اليدين بشكل مستمر ، وتغطية الفم والأنف واستخدام المنديل عند السعال ، وفتح النوافذ وتحديث الهواء في الأماكن المغلقة ، وتنظيف الأسطح المشتركة بشكل دوري خصوصاً في المساجد والمدارس ، والبقاء في المنزل عند ظهور الأعراض، والاهتمام بالنوم والتغذية الصحية والرياضة ، والالتزام بالجرعات الموسمية وخاصة تطعيم الإنفلونزا ، والحرص على تكريس التوعية الصحية عبر نشر رسائل صحية موثوقة بشكل متواصل.
ولفت الناشري إلى أن نجاح برامج الوقاية يمكن قياسه من خلال انخفاض معدلات الإصابات ونسب الغياب ، مقارنة تكاليف الرعاية الصحية قبل وبعد تطبيق الإجراءات ، متابعة مؤشرات النظافة والتهوية والالتزام ، حساب عائد الاستثمار الصحي الناتج عن تقليل نفقات العلاج والغياب.
واختتم الناشري حديثه بقوله:
الوقاية من الأمراض المعدية استثمار وطني يعزز جودة الحياة، ويحمي المجتمع، ويحافظ على استقرار العملية التعليمية والإنتاجية ، ومع الالتزام بالنظافة، والتهوية، والتطعيمات، والتوعية المستمرة، يمكن للجميع المساهمة في مجتمع صحي وقادر على مواجهة أي موجة عدوى مستقبلية.






