بقلم /محمد باجعفر
جازان
امرأة راقية.بمشاعر وأحاسيس إنسانية عميقة
تمشي بثبات الضوء
هناك نساءٌ يشبهن الفجر حين يقترب من وجه الأرض؛ لا يرفعن أصواتهن، ولا يستعرضن حضورهن، لكنّ العالم يلتفت إليهن دون أن يشعر.
امرأةٌ من هذا النوع لا تُعرَّف بكثرة الكلام، بل بقدرتها على أن تجعل الصمت ذاته مهيبًا حين تقف فيه.
هي امرأةٌ تحمل جمالًا لا يُقاس بالملامح، بل بطريقة قَدرها أن يترك أثرًا خفيفًا في الأرواح؛ جمالٌ يشبه نسمة تأتي من غير موعد، لكنها توقظ فيك شيئًا نسيته منذ زمن.
في عينيها اتساعٌ يكفي لتخبئ أسرارك، وفي خطواتها توازن امرأة تعلم جيدًا أين تضع قلبها قبل قدميها.
تمنحك شعورًا بأن العالم أقلّ ضجيجًا، وأن الفوضى التي في داخلك يمكن أن تهدأ فقط لأنها مرت بجانبك. ليست قوية لأنها لا تنكسر، بل لأنها تنهض في كل مرة تنكسر فيها، وتُجيد لملمة جراحها كما تُجيد لملمة تفاصيل يومها.
امرأة تعرف أنها لا تحتاج أن تكون كاملة كي تُحَب، ولا مثالية كي تُحترم؛ يكفيها أنها صادقة مع نفسها، متصالحة مع ما وهبها الله من نورٍ ونعمة وطباعٍ إنسانية.
هي لا تسعى لسرقة الأضواء، لأنها ببساطة… الضوء الذي تسعى إليه الأشياء من تلقاء نفسها.
في حديثها دفءٌ يشبه شتاءً لا يلسع، وصيفًا لا يرهق، وفي صمتها حكمة امرأة عاشت بما يكفي لتعرف أن الذين يحبون بصدق لا يرفعون أصواتهم، بل يرفعون أرواح من حولهم.
تستطيع أن تحب دون أن تُشبِع العالم ضجيجًا، وأن تحزن دون أن تجرّ أحدًا إلى عتمتها. وإن قررت أن تعطي، فمن كامل قلبها؛ وإن قررت أن ترحل، فبرقيٍّ يجعل حتى الرحيل درسًا في النُبل.
ليست امرأة عادية…
إنها امرأةٌ تعرف قيمتها، وتحمل في ملامحها مزيجًا نادرًا من الهيبة والنعومة، من الرقة والقوة، من العزة والأنوثة.
امرأة حين تمرّ…
تُذكّر العالم أن الجمال الحقيقي سلوك قبل أن يكون ملامح، وأن الكرامة ظلّ لا يفارق صاحبه، وأن الأنثى الأنيقة تُقرأ قبل أن تُرى.






