الرئيسية الأدب والشعر رسالة اعتذار…

رسالة اعتذار…

277
0

ا/محمد باجعفر _جازان  

أعتذر…
ليس لأنني أخطأت بحق أحد عمدًا،
ولا لأنني تعمّدت يومًا أن أجرح قلبًا أو أثقل روحًا،
بل لأنني تغيّرت… وربما لم أُحسن شرح هذا التغيّر كما يجب.

أعتذر لكل من ظنّ أن صمتي جفاء،
أو أن ابتعادي تعالٍ،
أو أن رفضي لهم لم يكن إلا كبرياء.
الحقيقة أبسط من كل تلك الظنون…
وأعمق من أن تُقال في جملة عابرة.

أعتذر لأنني لم أعد أقتنع بأي شخص بسهولة،
ولأنني لم أعد قادرًا على المجاملات التي كنت أستطيعها سابقًا،
فالتجارب يا صديقي تُهذّب،
وتُتعب،
وتُعلّمنا كيف نقف عند حدود لا يستطيع غيرنا رؤيتها.

أعتذر لكل من جرحه صدقي،
ولكل من ضايقه وضوح نواياي،
فأنا لم أتعمد يومًا أن أكون سببًا في وجع أحد،
لكنني في محاولتي الدائمة أن أكون صادقًا،
كنت أبدو أحيانًا قاسيًا دون قصد.

وأعتذر أيضًا لأن صبري لم يعد كما كان،
ولأن طاقتي لم تعد تحتمل كل شيء،
ولأن قلبي — الذي أعطى كثيرًا —
اكتفى.
اكتفى من التجارب،
ومن الخيبات،
ومن الشعور الذي يُقدّم أكثر مما يُستحق.

أعتذر لأنني أصبحتُ أفضّل نفسي،
ولأنني أخترت أن أضع راحتي قبل رغبات الآخرين،
ليس نكرانًا لأحد،
ولكن حفاظًا على ما تبقّى مني.

أعتذر لمن انتظر مني شيئًا ولم أجده فيّ،
ولمن توقّع مني حضورًا وأنا بالكاد كنت حاضرًا مع نفسي.
اعذروني…
فأنا لم أعد الشخص الذي يحاول إرضاء الجميع،
ولم أعد أبحث عن قبول أحد،
ولم أعد أعيش تحت عبء الكلمات التي تقال عني.

أنا فقط…
أحاول أن أعيش بسلام،
مع نفسي أولًا،
ومع من يفهم حدودي ثانيًا.

هذا اعتذاري…
ليس ضعفًا،
ولا ندمًا،
بل احترامًا لكل من مرّ في حياتي،
وتقديرًا لكل قلب لم أقصد إيذاءه يومًا.