الرئيسية مقالات قائدٌ تحرّك… تحرّكت معه عواصم العالم

قائدٌ تحرّك… تحرّكت معه عواصم العالم

194
0

 

بقلم: أحمد علي بكري
دولة إذا تحرّك قائدها تتحرّك أقوى عواصم الدنيا قبلها. هذه الجملة لم تعد توصيفًا أدبيًا، بل أصبحت حقيقة سياسية يعرفها العالم عن المملكة العربية السعودية في عهد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. فالرجل الذي غيّر شكل المنطقة، وأعاد رسم مسارها الاستراتيجي، بات حضوره على أجندة القوى الكبرى حدثًا يتجاوز البروتوكولات ليصبح عنصرًا من عناصر استقرار النظام الدولي وإعادة هندسته.
هيبة قائد… ووزن دولة
عندما يُعلن عن زيارة سمو ولي العهد لأي دولة، تُعاد الحسابات مسبقًا. فما بالك بالعاصمة الأمريكية واشنطن؟
هناك، حيث صانعو القرار ومراكز الأبحاث وشركات التكنولوجيا والطاقة، يتعاملون مع زيارة الأمير محمد بن سلمان باعتبارها حدثًا يستوجب أعلى درجات الجاهزية، لأنهم يدركون أن هذا القائد لا يأتي فقط للقاء، بل ليضع مسارًا جديدًا للعلاقات الدولية، ويطرح رؤى تتجاوز حاضر الاقتصاد والسياسة إلى مستقبل المنطقة بأكملها.
هيبته ليست نتيجة رتبة أو منصب، بل نتاج مشروع وتحوّل وقدرة على الإنجاز جعلت العالم يعيد النظر في مفهوم الشرق الأوسط، وفي مكانة السعودية تحديدًا كقوة صاعدة تقود لا تُقاد، وتؤثر لا تتأثر.
18 نوفمبر… نقطة تحوّل في المنطقة
الشرق الأوسط قبل 18 نوفمبر ليس كما بعده.
فالزيارة المنتظرة لسموه إلى واشنطن تأتي في ظرف دولي حساس، وفي لحظة إعادة تشكل للنظام العالمي، وفي وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى شريك يمتلك القدرة على التأثير الحقيقي. والمملكة اليوم، بقيادة سموه، أصبحت مركز ثقل سياسي واقتصادي، وقطبًا يجمع بين قوة الطاقة، والاقتصاد المتنوع، ومشروع رؤية 2030 الذي يغيّر شكل المنطقة ويستقطب العالم.
هذه الزيارة لن تكون مجرد جلسات وصور رسمية، بل إعادة تعريف لمسارات التحالف، وتعزيز للشراكات الإستراتيجية، وتثبيت لموقع المملكة كلاعب رئيس في ملفات الأمن الإقليمي، والطاقة، والاستثمارات العابرة للقارات.
بين البيت الأبيض ووادي السيليكون
من Oval Office إلى اجتماعات شركات التكنولوجيا العملاقة وبيوت الخبرة الاقتصادية، تزور واشنطن قائدًا يعرف أن المستقبل لن يصنعه إلا من يملك الجرأة والإرادة. ولهذا تُعد زيارة الأمير محمد بن سلمان بوابة لمرحلة جديدة من التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي.
الصحف الغربية أبرزت أن الشركات الأمريكية تستعد لصفقات غير مسبوقة، بعضها يُعد الأعلى قيمة في تاريخ العلاقات السعودية–الأمريكية. شركات مثل Nvidia وAMD وOracle وGoogle وUber تُعيد ترتيب أوراقها أمام إعلان سعودي ضخم يتضمن استثمارات تقدّر بمئات المليارات داخل الولايات المتحدة وفي مشاريع تقنية مشتركة.
الصفقات المحتملة كما تراها الصحافة الغربية
وفق تحليلات في واشنطن بوست وفايننشال تايمز وذا غارديان، فإن زيارة ولي العهد قد تحمل معها:
1. صفقات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
التزام استثماري سعودي يُقدر بـ 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي عالي التقنية.

وصول مئات الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي من «نفيديا» إلى مشاريع سعودية.

شراكة سعودية–أمريكية مع «AMD» بقيمة 10 مليارات دولار لتطوير بنية تحتية رقمية ومراكز بيانات متقدمة.

استثمارات سعودية داخل الولايات المتحدة في مراكز بيانات تتجاوز 20 مليار دولار، إضافة إلى 80 مليار دولار من شركات أمريكية ستتجه إلى مشاريع داخل المملكة.

تصف الصحف الغربية هذه الشراكات بأنها “العصر الذهبي الجديد” بين الرياض وواشنطن في التكنولوجيا والابتكار.
2. صفقة الدفاع الأكبر… F-35
الصحافة الغربية كشفت عن نقاشات عميقة داخل الإدارة الأمريكية حول صفقة محتملة لبيع مقاتلات F-35 للسعودية — الصفقة التي ستجعل المملكة ضمن القوى القليلة التي تملك طائرات الجيل الخامس.
بعض الصحف مثل نيويورك تايمز ورويترز طرحت مخاوف من “تسرب تكنولوجي” إلى الصين، فيما رأى محللون آخرون أن المكاسب الاستراتيجية للتحالف مع السعودية تفوق هذه المخاوف، خاصة إذا ارتبطت بخطوات سياسية إقليمية كبيرة.
3. تعاون اقتصادي هو الأضخم منذ 100 عام
الغارديان والفايننشال تايمز وصفوا التحركات السعودية بأنها “إعادة تشكيل للاقتصاد العالمي”:
استثمارات في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
توسع في مشاريع البتروكيماويات داخل أمريكا.
نقل صناعات جديدة إلى المملكة، ما يعزز توطين التكنولوجيا وفتح أسواق متبادلة.

انتقادات غربية… لكنها لا تغيّر المعادلة
بعض المنظمات الحقوقية حاولت الدفع نحو ربط التعاون الاقتصادي بالملفات الحقوقية، لكن التأثير كان محدودًا أمام رؤية واضحة:
الولايات المتحدة تريد بقاء السعودية شريكًا محوريًا في موازين القوى الدولية، والسعودية تمتلك مشروعًا تاريخيًا يجعلها ليس فقط لاعبًا مهمًا… بل مركز الثقل الجديد في المنطقة.
ختامًا
حين يتحرك سمو ولي العهد، تتحرك معه العواصم، وتُعاد كتابة المعادلات السياسية والاقتصادية.
زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ليست مجرد حدث في روزنامة السياسة الدولية… بل محطة مفصلية تُرسم فيها ملامح الشرق الأوسط الحديث، وتُثبت فيها المملكة أنها القوة التي تُصنع عندها التحالفات، ويُبنى معها المستقبل.
هذه ليست مجاملة…
هذه قراءة عالمية لرجل يصنع واقعًا جديدًا للعصر.