الرئيسية مقالات العزلة التي أنجبت النور

العزلة التي أنجبت النور

91
0

 

بقلم / خالد الحربي – الرياض

صحيفة صدى نيوز إس

الحياة لا تتوقف، ولا تنتظر أحدًا. تتجدد دومًا، وعلينا أن نواكبها إن أردنا أن نحبها ونعيشها كما تستحق.

وفي كل محاولة للتجديد، نكتشف روحًا تتعب، وشخصًا يجاهد بصمت، يقاوم محاولات التعكير.

نتأمل من حولنا… ثم في أنفسنا. نشعر بالانكسار فنختار العزلة، نهرب من الضجيج والتشويش، كأننا نبحث عن ظلّ نرتاح فيه قليلًا.

نبدأ بفكرة التجديد… نحاول، لكننا نخشى الفشل.

وفي كل مرة، يظهر أشخاص في طريقنا، تمنينا يومًا أن يكونوا سببًا في تعاستنا. فإذا بهم ينتشلوننا من شعور الوحشة والانكسار.

هل تعلم لماذا ظنناهم مصدر التعكير؟

لأنهم ببساطة يعكرون “صفو” انكسارنا، لا ليؤذونا، بل ليكسروا عزلة جلد الذات ويعيدوا صياغة مفهوم التعكير في حياتنا.

نبتسم رغم عصبيتهم، لأنها تأتي برقّة لا تؤذينا، بل تربّت على أرواحنا.

نخفض رؤوسنا، فيرفعونها بأيديهم ويهمسون:

“كم أنت جميل، ولا يليق بالجمال إلا الابتسامة.”

ننهض من أجلهم. نحتضنهم بقوة، وكأن القرب يرمم ما انكسر فينا.

نُنهي العناق بنظرة… فابتسامة… فقبلة، تقديرًا لهم، وامتنانًا لكونهم النور في عزّ الظلام