لا ترتبك حين تتبدّل الفصول، ولا تنحني لثلوج الأيام أو لمفاجآت القدر.
فهي تعرف يقينًا أن جمالها لا يقيم في المظاهر العابرة، ولا في ربيعٍ يجيء ويذهب، بل في ذلك الضوء الخفي الذي يسكن أعماقها.
الأرواح العظيمة تحمل ربيعها معها؛ ربيعًا لا تذبل أزهاره مهما طال الشتاء، ولا تتساقط أوراقه مهما هبّت رياح الحياة.
ربيعها هو الأمل الذي يتجدد في كل خيبة، وينهض في كل سقوط، ويقول لها كلما تعثرت:
“ما زال في داخلك ما يستحق النهوض.”
وما دامت تزهر من الداخل، فلن تخيفها الفصول، ولن تربكها الظروف…
فهي تعرف تمامًا أن سرّ الحياة يبدأ من الروح، لا من الطقس الذي يتغير في الخارج.
بقلم/محمد باجعفر






