بقلم: الإعلامي/ خضران الزهراني
بعدسة المصوّر: خميس العوفي
في غرب منطقة الباحة، وعلى امتداد مسافة تقارب 96 كيلومترًا عن مدينة الباحة، يبرز مركز ناوان كأحد أهم المراكز التابعة لمحافظة المخواة، وأكبرها مساحة. هذا المكان الذي يتوسّد طبيعة آسرة، ويحتضن تاريخًا ممتدًا، يجمع بين اتساع الجغرافيا وثراء الموروث، لتولد منه إحدى أجمل لوحات الجنوب: رمال ناوان الذهبية.
يعد مركز ناوان أكبر مراكز منطقة الباحة من حيث المساحة، وتشتهر المنطقة بواديها الكبير الذي يغذّي عددًا من الأودية الفرعية، مانحًا الأرض حياةً وخصوبة. وفي هذا الامتداد الطبيعي الساحر، عاش الأهالي منذ القدم على الزراعة ورعي الأغنام، وتنوّعت محاصيلهم بين الذرة والدخن والبطيخ وغيرها من خيرات الأرض، ليبقى ارتباطهم بالأرض جزءًا أصيلًا من هويتهم اليومية.
ومع هذا التنوع الثرِي في التضاريس والحياة، ترتفع رمال ناوان الذهبية كتحفة لا تشبه إلا نفسها. كثبانٌ تمتد على صفحة الأرض، يتغير لونها مع حركة الشمس، فتشرق بذهبها، وتغيب بحمرةٍ دافئة، وكأنها مشهدٌ سينمائي حيّ. وقد التقطت عدسات المصور خميس العوفي هذا الجمال بمهارة، فوثّق لحظات نادرة تُظهر بديع تشكيلات الرمال وتفاصيلها الدقيقة، ليمنح المتلقي نافذة حقيقية إلى سحر المكان.
إن الصور التي التقطها العوفي ليست مجرد لقطات… بل روايات ضوئية تكشف روح ناوان، وتبرز تمازج الوادي الفسيح مع السهول والرمال في لوحة واحدة. بفضله، تخرج رمال ناوان من حدود المكان إلى فضاءات أوسع، لتصل إلى كل من يحب الجمال ويعشق الطبيعة.
وعندما يبدأ الليل بنسج ستائره فوق ناوان، وتتلألأ النجوم في سمائها الصافية، تكتمل الصورة… ويكتمل الانبهار. هنا فقط يعرف الزائر أن ناوان ليست مجرد مركز جغرافي، بل تجربة كاملة لا تُنسى.
إنها ناوان… الأرض، والوادي، والرمال الذهبية، والعدسة التي حفظت جمالها.
وهي دعوة لكل محب للطبيعة أن يزورها، ويرى هذا السحر بعينه كما رآه المصوّر خميس العوفي… جمالٌ لا يُنسى، وتاريخ يبقى في القلب.






