الرئيسية مقالات رسالتي إليك

رسالتي إليك

207
0

 

ا/محمد باجعفر

يا أنت،

يا من لا يصلني صوتك كل يوم، لكن يصلني حضورك في داخلي كل لحظة…

أكتب إليك والليل ينساب من حولي هادئًا، كأنه يُصغي لما سأقوله عنك.

سأسرقُ من ظلمة الليل نجمة،

وأرسلها إليك كرسالة مضيئة لا تحتاج إلى بريد،

لتهمس لك بأنني ما زلتُ أذكر تفاصيلك،

وأن الشوق الذي ينام فوق قلبي لا يهدأ،

وأنك رغم بُعدك… أقرب إليّ من نبضي.

أريد للنجمة أن تزور نافذتك،

وأن تلمع قليلاً فوق كتفك،

لتعرف كم من الليالي مرّت وأنا أفتقدك،

وكم من الطرق مشت إليك روحي،

دون أن تقطع خطوة واحدة.

سأجعلها تنير دربك أينما اتجهت،

لعلّ نورها يحمل بعضًا مما أحمله لك…

فأنا لا أرسل نجمًا فقط،

بل أرسل أمنياتي كلها مع ضوئها:

أمنية أن تكون بخير،

وأن يستريح قلبك،

وأن أعرف يومًا أنك ابتسمت بسبب شيء يخصّني.

وحين يشتدُّ بي الشوق إليك،

أفتح دفاتري القديمة،

أبحث عن حرف يشبه حضورك،

وعن كلمة تليق بروحك،

فلا أجد إلا قلبي يميل نحوك دون إذن…

فأرسمك بحروفي،

وأكتبك كما لو أنك جزءٌ من اللغة

لا يكتمل الكلام من دونك.

صدقني…

ليس في الأمر مبالغة،

ولا في الشوق خللٌ يجعلني أراك أكبر من الحياة…

لكن شيئًا فيك

يتسلل إليّ كل مرة

وكأنك رسالة قدري

التي لم تُختم بعد.

إن وصلتُك نجمتي هذه الليلة،

فاعلم أني لم أرسل ضوءًا فقط،

بل أرسلت قلبي كله معك.

منّي… إلى حيث تكون.