الكاتب- سالمه معشي
رائحةُ الذاكرةِ هذه الليلة
تعجُّ بالحنين،
ذاك الذي يستوطنُ شبابيكَ البيوت،
ويحرسُ أعمدةَ الإنارة.
وأنا، كمغزلٍ قديم،
أنسجُ وجداني بخيوط الذكريات،
لعلّي أرتقُ فتقًا حديثًا بين أضلعي.
أرافقُ الصبر،
وأجالسُ الحِلم،
وأتبادلُ أطرافَ الفرح
مع ذاكرةِ العيد…
وكأنني أحيا بحياتين في حياةٍ واحدة.
أغمضتُ عينّي فرارًا،
فوقعتُ — سهوًا —
في الحفرةِ التي تتوسّطُ بيتَنا القديم،
ولا أظنني خرجتُ منها…
فما زلتُ أسمعُني أستنجد،
ولا تزالُ ضحكاتُ أختي تدوي،
حتى ملمسُ التراب
وهو ينسكبُ من الزوايا
ما زال عالقًا في قلبي.
لم أَمكُثْ طويلًا داخلها،
لكنها ما تزالُ داخلي،
بكل تفاصيلها الموجعة.
يا تُرى…
لماذا الألمُ في الذاكرة
أطولَ عمرًا؟






