الأعلامي خضران الزهراني _ الباحة
ربما ظن البعض أن “مصلى إبراهيم” في شدا الأعلى يعود إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، إلا أن الحقيقة أكثر قربًا للروحانية والزهد، فهو مرتبط بـ إبراهيم بن أدهم، أحد أعظم الزهاد في التاريخ الإسلامي.
عاش إبراهيم بن أدهم في القرن الثاني الهجري، معروفًا برحلته في طلب العبادة والتقوى والابتعاد عن زخارف الدنيا. تنقّل بين الحجاز والشام وخراسان، تاركًا وراءه مواضع للخلوة والتأمل، تُروى عنها قصص الزهد والصلاح بين الناس.
مصلى إبراهيم في شدا الأعلى ليس مجرد مكان، بل نافذة على الماضي الروحي للإنسان، يعكس علاقة الإنسان القديم بجباله، وحبه للسكينة والعبادة. إنه نقطة التقاء التاريخ بالروحانية، ووجهة للمهتمين بالتراث والآثار الطبيعية.
موقع شدا الأعلى
يقع شدا الأعلى في منطقة جبلية خلابة، ضمن نطاق محافظة قلوة في منطقة الباحة، ويتميز بارتفاعه الذي يوفر إطلالات ساحرة على وديان المنطقة المحيطة. هذه البيئة الجبلية الهادئة جعلت من المكان وجهة مثالية للخلوة والعبادة منذ القدم، وما زالت تحتفظ بسحرها وروحانيتها حتى اليوم.
اليوم، ومع الاهتمام السياحي المتزايد، أصبح المصلى ومواقع العبادة القديمة في شدا الأعلى مقصدًا لكل باحث عن الهدوء، والتاريخ، والارتباط العميق بالأرض والطبيعة. زيارة هذه الأماكن ليست مجرد رحلة، بل تجربة تغمر القلوب بصفاء الزمان وروحانيته.






