الرئيسية مقالات حين تنام الشمس في حضن الشفق 

حين تنام الشمس في حضن الشفق 

91
0

 

✍️: أبو عبدالعزيز الزهراني : الباحة

حين تنام الشمس في حضن الشفق

أحسن إليها والمكارم جمةً

فإن عجزت فكن لها كأبيها

منطقة الباحة محافظة قلوة

التاسع من شهر جمادي الثاني لعام 1447هـ الموافق الأول من شهر ديسمبر من عام ٢٠٢٥ م

وتبقى العشرة الزوجية من أجمل الحظات والذكريات التي تكتبها أنت وترويها الأجيال القادمة فهي السر الوحيد الباقي في قانون الجذب من مراحل العمر الصامتة ويحق لها أن تصنف بمنهاج الصادقين حيث يبقى منها الأفضل بالأقوال والأفعال مابقي العهد والميثاق وتبقى مابقي المعروف والأمان وبطبيعة الحال ولا يخفى على الجميع أن العشرة من شيم الكرام ناهيك عن الوفاء بالعهد والإحسان فهي من إحدى الروابط الوثيقة لبناء الأسرة السعيدة والمترابطة الغير مفككة فمن تحلى بها رجلاً كان أو امرأة استطاع أن يعيش بسلام في زمن مُلئ بالضغوطات والتحديات الفكرية والنفسية عندها يقف العاقل وبدون مقدمات ليرى بأُم عينه فإما قبولًا يُسر لرؤيته أو غياباً يحفظ له ماء وجهه ليستذكر حينها قوله تعالى: (وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سعته)ويستوعب قوله تعالى :(وعسى أن تكرهوا شي وهو خيرًا لكم) فالعشرة الزوجية عند الرجال أمانة وميثاق غليض تبدأ بالمعروف وتنتهي بالإحسان وقال جل من قائل في محكم الكتاب:(وعاشروهن بالمعروف) وقال تعالى :(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )مع الحرص لتجنب العوامل الخارجية التي قد تحول بين المرء وقلبه ولتفادي إزدواجية الفرح ومخاوف الطريق ولذلك ومن الضروري تسليط الضوء على أهم نواقض أركان العشرة الزوجية ومنها مايلي :الإهمال العاطفي والقسوة والوحدة والتبلد والبرود وحب الذات فهي من العوامل الهدامة التي قد ينتج عنها فقدان الثقة والبعد الروحي بين الطرفين وتصدع العلاقة الزوجية وبصريح العبارة إنها الخناجر المسمومة التي لاتُبقي

ولاتذر ومن أبى واستكبر فلسوف يرى.

أخي القارئ : لك أن تدرك وتعي مفهوم إن العشرة الزوجية شراكة لا تقبل الخسارة ولكنها قد لاتخلو من المنغصات والكدر فملحها الأيام وغدرها الزمان تُسقى بالعناية وتبقى بالإهتمام حزامها الرعاية ومفتاحها الأمان تتغلغل في أعماق الروح عاماً بعد عام أصلها جذور وفرعها حضور تُذكر ولاتُنسى حتى وإن رحل الجسد فنكران العشير كفر دون كفر وجريمة دون جريمة فالعاقل يربى بنفسه عن مستنقع الإتهام وبناء على ذلك وبما لايدع مجالاً للشك فنكران العشير من شيم اللئام فغياب الضمير أول مسمار يُدق بنعش الحياة الزوجية فالكمال لله وحده فالبناء ياسادة يحتاج وقتاً طويلاً في مراحل البناء والتشييد مع المراقبة والملاحظة المستمرة حتى يستوي في قرار مكين .فما شُيد بالأمس وكان صرحاً شامخاً قد ينتهي ويصبح هشيماً تذروه الرياح فالهدم لايحتاج لأيادي ماهرة (ويبقى العود مابقي اللحاء)

ترويقة : وبرغم السنين العجاف وبحلوها ومرها وبمافيها من نسيج الحرير وخيوط الألم إلا أن المودة والرحمة سوف تبقى عنوان كل المشاعر مابقي العطف واللين فالبقاء دوماً لمن يبادلك الأمان دون مقابل ولمن يحمل عنك الهموم والعناء دون ملل وتبقى المشاعر الجياشة والنيات الصافية والقلوب الرحيمة لمن يحمل في قلبه الإنسانية والرحمة بمعناها الحقيقي فلكل شي بداية وهداية وعلامة ودراية فالأختيار قبل الإختبار فقد قال صلي الله وسلم: (اختاروا لنطفكم فان العرق دساس) حقيقة يعلمها الكثير إن الزواج مشروع وحلم كل شاب وفتاة فهو حلم جميل وواقعه أجمل لمن تحلى بالصبر فالبقاء في حياة المرأة ليس صدفة بل إرادة وقوة وعزيمة فالقيادة تحتاج إلى قائد ماهر يجيد فن القيادة والسيادة والسير بخطى ثابتة لتجنب الإختلاط والزحام حتى يصل لبر الأمان والخروج من ضيق المكان إلى سعة الأفق عندها وبكل فخر وعزيمة يظهرالرجل بمظهر القائد والفارس الذي لا يُهزم

أخي القارئ :إستنادًا لما سبق فإن عالم النساء ياسادة كعالم البحار الهادئ في أعماقه الهائج بشواطئه المتميز بكنوزه العظيمة فيه من الأسرار والكنوز القيمة ذات الأصول النادرة وفيه من الغموض المثير الذي يجعل ذا اللب حيراناً فإن كنت ممن يهوى السباحة لمسافات بعيدة بارعاً في فنون الغوص والسباحة فسوف تصل لمبتغاك وإن لم تكن كذلك فسوف ترجع من حيث أتيت حتى لو حاولت الكرة بعد المرة حتى تتعلم أن تكون رجل لها لا عليها. ومن زاوية أخرى وعلاوة على ذلك ومما لا شك فيه أن محبة الرجل للأنثى تقاس بالعطاء والسخاء والغيرة والحماية والرعاية ومحبة الأنثى للرجل بالتواصل البصري والجسدي فلك أن تعي إن الأنثى لا تتحدث كثيراً بل تترك المشاعر تقوم بدورها في أكمل حلة لتبرهن عن حياتها اليومية بالهدوء والإستقرار والسكينة فيتضح لنا بمفهوم واضح وبسيط نستنتج منه خلاصة القول نقيضان بينهما إنسجام وتفسيراً لذلك ومن هنا تظهر لنا روعة الأنثى وعزم الرجل فإذا كنت ملكاً بأخلاقك وتصرفاتك ثق تمام الثقة بأنها لن تكون إلا جميلة في بيتها وأميرةً باخلاقها وتصرفاتها ،مثيرة بإحساسها فلا تكن لاشي وتريد منها كل شي فالثقة لاتحتاج إلى ندية أو شروط فالإحساس الصادق بالشعور النادر يسبقه العمل لتذليل الصعاب واحترام الذات وتبادل المصالح بين الطرفين حتى ينتج عنه الاطمئنان واليقين بأن ساعة الوصول تعد فرحةللجميع

ودمتم في خيرًا دايم