ا/بدور السعيد _ جدة
شريانك الممتد منّي إليك ، وظلك الواقف خلفك ينشدك حثيث الخطى إلى أغصان قلبي الملتفة في لهفة الأحداق،
وعيون شجري تبارك خطاك ياقادماً من بطون أودية الغمام ، وصاعداً نحو المطر المنهمر
بين هدب الأشواق ..
شريانك يمتد ويتسع خلفك ، ليضيق به محجر العتب ، بيد أن أغصان عيوني تظلله بالشغف ،
أنظر هذه الشجرة ذات الأغصان النافرة في الفضاء عن يسارك كم هي قادرة على رميك بسياطها قصاصاً منك ، ياآبقاً تحت قبعة الأعذار
وقادما بالكثير من الكلام ، رأيت في عينيك دموع طفل عاد يطلب حلواه، ولعبته المفضلة بعد نَصَبٍ من اللهو في حدائق أُنسه..
شريانك الممتد خلفك شاهداً على سنوات الضياع ، وعملقتك المتقزمة أمام شجر عيوني تأنف رد يديك صفراً،
فما اعتادت الأغصانُ إلا على ملاوكة الفصول حمْلاً ونفضا ، وماتعودت إلا على إسدال الظلال لمن عاهدته زمناً ،
والآن وقد استبقت الباب لتختبئ من رعشة الحزن وقسوة الخذلان !!
أمّا عيون وشاة المدينة فهي من ستلهبك بسديم الغضب ، وتقعد لك كل مرصد ، فلاتظن بأنّ عيون شجري ستنتفض بك جذلا،
أنظر لوجهي على مرآة البعد، فقد غادره الوسم إلى بيادر الحصاد
الأخير…
أهو قتاد ماحملته ريح عودتك؟!
أم ملح تذروه في عيون الإنتظار ؟!!
أم قامتك المنتصبة في ظل القدوم حين كان الرحيل بلا ملامح ،
بلا هدايا، بلا حقائب تحمل وعثاء سفرك العائد من ليل المنافي الباردة .






