بقلم: عائشة عداوي
لن أنسى كيف ذبحتني الحياة ببطء،
لم تتركني أنزف…
بل علّمتني كيف أبتلع دمي وأنا واقفة.
لم أعد أُصلِح،
لم أعد أرجو،
لم أعد أمنح أحدًا فرصة ليخذلني مرتين—
أنا الآن أُغلق الباب من أول شك.
صرتُ قاسية لأن اللين كان ترفًا دفعته من عمري،
وصرتُ باردة لأن النار أحرقت كل ما كان حيًّا فيّ.
أصمت كثيرًا،
لا حكمةً…
بل لأن الكلام لا يغيّر شيئًا،
وحضوري صار شكليًّا،
أما روحي فقد سلّمت استقالتها منذ أول خيبة.
أبتسم للجميع،
لكن ضحكتي ميتة،
لا تُدفئ أحدًا،
ولا تُنقذ أحدًا.
رميتُ ثوب الاهتمام لأنه كان يُثقِلني،
وارتديتُ اللامبالاة لأنها لم تخذلني يومًا.
لم يعد يعنيني أحد،
ولا شيء…
سوى ألّا أتوجّع.
تركتُ القضايا تسقط وحدها،
لم أعد محاميتها،
ولا شاهدةً عليها،
ولا حتى جلّادها.
البراءة؟ الإعدام؟
كلمتان بلا وزن في قلبي،
فالعدالة ماتت
قبل أن أصل إليها.
الخيبة لم تجعلني أقوى فقط،
بل جعلتني أخطر…
لم أعد أتألم طويلًا،
لأنني ببساطة
توقّفت عن الإحساس بالصدمة.
الأيام القاسية لم تصنع مني امرأة،
بل صنعت مني نجاةً باردة،
تمشي فوق الخراب
ولا تلتفت






