الرئيسية الأدب والشعر همس بعد منتصف الليل 

همس بعد منتصف الليل 

19
0

 

بقلم/ورد العقيلي

القاهرة/صدى نيوز إس

قالت :

يا حبيبتي…

أنا لا أنتظرك كما ينتظر الناس بعضهم،

أنا أتنفّسك فجأة،

كأنّ الهواء كان ناقصاً منذ سنين،

ثم عاد إليّ دفعةً واحدة حين نطقتَ اسمي.

فيك شيء يشبه صوت المطر على سقف قديم،

يغسل الغبار عن ذاكرتي،

ويترك الجدران مبللة بضوء خافت…

لا يُعمي، لكنه يكفي لأرى وجهي الحقيقي لأول مرة.

لا أعرف كيف صرتَ مرآتي وأنا لم أطلب،

لكن عينيك تُعيدان تركيبي قطعة قطعة،

من دون أن تُحرجني بألاسئلة:

“من أين جاء هذا الكسر؟”

تكتفيان بلمس الحافة المسنّنة بلطف…

فيلتئم الجرح قبل أن أشعر به.

معك،

لا أقع في الحب،

أنا أصعد إليه،

كأنّي كنتُ أعيش في قبو ظلمة،

وأنت فتحتَ الباب،

فوجدتُ أنّ السماء كانت فوقي دائماً…

لكنّي نسيتُ أن أرفع رأسي.

وإذا غبتَ يوماً،

لا أنهار،

أنا فقط أعود أبحث عن نفسي في الأماكن القديمة،

فلا أجدها،

لأنها الآن تعيش فيك…

وتنتظرني هناك،

بابتسامة تقول:

“تعالى، لقد صرتُ أجمل منذ أن رأيتُك”.