الرئيسية الأدب والشعر بلا عتاب

بلا عتاب

33
0

 

بقلم /محمد باجعفر

جازان /صدى نيوز إس

فلم يعد للعتب معنى،

ولا للشرح ضرورة،

ولا للانتظار قيمة.

كل شيء بات مكشوفًا حدّ الفضيحة،

واضحًا إلى درجة لا تحتمل التأويل،

ولا يقبل الأعذار المتأخرة

التي تُقال فقط

كي لا يُقال إن الصمت هروب.

وقفنا طويلًا عند أبواب الجدل،

نطرقها مرة بعد مرة،

نعود منها مثقلين بالخصام،

فارغين من أي انتصار حقيقي.

اختلفنا كثيرًا،

لا لأن الخلاف يستحق،

بل لأننا اعتدنا الدوران في الدائرة ذاتها،

نرفع الصوت،

نستنزف المعنى،

ثم نبحث عن مخرجٍ مشرف

اسمه: الصفح والعفو.

لكن الحقيقة المؤلمة

أن الصفح حين يتكرر

يفقد قداسته،

ويتحول إلى عادة

تُستعمل لإطالة ما انتهى.

لم نكسب من كل ذلك

إلا تعبًا متراكمًا،

وشروخًا لا تُرى

لكنها تتسع في الداخل،

وتصنع مسافة

لا يجسرها اعتذار

ولا يرممها وعد.

في كل مرة نغادر ساحة الصراع

نقنع أنفسنا أننا تجاوزنا،

لكننا في الواقع

كنا نؤجل الانهيار فقط.

لهذا…

بلا عتاب.

ليس لأن الألم غاب،

بل لأن الكلام لم يعد يغير شيئًا،

ولأن بعض النهايات

تستحق الصمت

أكثر مما تستحق الشرح.