الرئيسية مقالات العقل بين الشعور والتفكير: الشعور الإيجابي والسلبي

العقل بين الشعور والتفكير: الشعور الإيجابي والسلبي

18
0

عـــــــــادل بكري _ جازان

العقل البشري يتفاعل مع المشاعر بشكل مستمر سواء كانت إيجابية أم سلبية المشاعر الإيجابية مثل الفرح والتفاؤل والحماس تعمل على تحفيز التفكير الإبداعي وتعزز القدرة على اتخاذ قرارات صائبة وتساعد على بناء علاقات صحية مع الآخرين فهي تمنح الإنسان شعورًا بالثقة في النفس وتفتح أمامه آفاقًا جديدة لفهم ذاته ومحيطه

أما المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق والخوف فهي جزء طبيعي من الحياة وليست دائمًا عائقًا عند التعرف عليها وإدارتها بوعي يمكن تحويلها إلى أدوات للتعلم والنمو على سبيل المثال شعور الغضب قد يدفع الإنسان لوضع حدود واضحة في علاقاته أو لتصحيح مسار حياتي لم يعد ملائمًا له والقلق قد يكون محفزًا للاستعداد والتحضير لمواجهة التحديات

كل فرد يواجه تحديًا في التوازن بين هذه المشاعر خاصة في المجتمعات التي تشجع على كبت الانفعال أو تعتبر التعبير عن المشاعر ضعفًا هنا يأتي دور التفكير الواعي الذي يساعد على توجيه هذه المشاعر بدلًا من السماح لها بالتحكم في السلوك العقل حين يوازن بين شعور إيجابي يقود للخير وشعور سلبي يمكن أن يكون إنذارًا يصبح أداة قوية لفهم الذات وتحقيق النجاح الشخصي والاجتماعي

تعلّم إدارة المشاعر لا يعني إنكارها بل فهمها وتحليلها واستخدامها بذكاء الشخص الذي يستطيع التعرف على شعوره السلبي دون الاستسلام له ويستثمر شعوره الإيجابي لتقوية نفسه وعلاقاته يصبح أكثر نضجًا وقدرة على مواجهة تحديات الحياة في هذا السياق يصبح العقل قائد داخلي أو صمامًا لتوجيه القرارات بينما تصبح المشاعر أداة للتوجيه لا للسيطرة

في النهاية

يظل التوازن بين الشعور والتفكير أساس حياة متكاملة الإيجابي يغذي الروح والسلبي يوجّه التحذير والعقل هو الجسر بينهما ليصنع شخصية واعية قادرة على اتخاذ قرارات مستنيرة وبناء حياة هادفة