الرئيسية مقالات نادي نيوم يسلّط عدسته على مواهب جازان… أرض خصبة لصناعة نجوم المستقبل

نادي نيوم يسلّط عدسته على مواهب جازان… أرض خصبة لصناعة نجوم المستقبل

25
0

 

بقلم: أحمد علي بكري

في إطار توجهه نحو توسيع دائرة اكتشاف المواهب وصناعة قاعدة رياضية قوية تخدم مستقبل الرياضة السعودية، يواصل نادي نيوم خلال هذه الفترة جولته الاستكشافية للمواهب الصاعدة في مختلف مناطق المملكة، حيث وجّه اهتمامه مؤخرًا إلى أندية ومنشآت منطقة جازان، التي تُعد واحدة من أبرز المناطق الغنية بالمواهب الرياضية الفطرية، لا سيما في لعبة كرة القدم.

وأكد الكابتن علي مدخلي، كشاف المواهب التابع لنادي نيوم، أن منطقة جازان تمثل بيئة خصبة وولّادة للمواهب في شتى المجالات، مشيرًا إلى أن تميّز أبناء المنطقة لا يقتصر على الجانب الرياضي فحسب، بل يمتد إلى الجوانب الأدبية والعلمية، ما يجعلها رافدًا مهمًا للمشهد الوطني العام. وأضاف أن نادي نيوم يحرص على متابعة المواهب الصاعدة في جميع مناطق المملكة دون استثناء، إلا أن جازان تحظى باهتمام خاص نظرًا لما قدّمته سابقًا من أسماء لامعة التحقت بأندية المملكة الكبرى والعريقة، وأسهمت في إثراء المنافسات المحلية.

وأوضح مدخلي أن المنطقة، ورغم ما تمتلكه من طاقات بشرية واعدة، لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم المؤسسي، وتوفير المنشآت الرياضية الحديثة، وتهيئة البيئة المناسبة التي تساعد على تطوير المواهب وصقلها بالشكل الصحيح، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تضع الرياضة ضمن ركائز التنمية الشاملة، وتسعى إلى بناء مجتمع حيوي يتمتع بأسلوب حياة صحي ونشط.

من جهته، أشار الأستاذ عماد عباس، رئيس أكاديمية الليث الأبيض، إلى أن الواقع الرياضي في جازان اليوم يقوم في جانب كبير منه على جهود فردية صادقة، بذلها أشخاص آمنوا بقدرة المنطقة على العطاء، وسعوا إلى إبراز وجهها الرياضي المشرق، خصوصًا في كرة القدم التي تُعد المتنفس الأوسع والأقرب لقلوب أبناء المنطقة. وبيّن أن أحياء جازان لا تكاد تخلو من لاعبين موهوبين، إلا أن محدودية الإمكانيات تدفعهم إلى الاكتفاء بملاعب بسيطة لا تواكب طموحاتهم ولا حجم مواهبهم.

وأضاف عباس أن الأكاديميات الأهلية في المنطقة تتحمل أعباء مالية كبيرة، تشمل تكاليف التسجيل والسفر والسكن ووسائل التنقل، من أجل تمكين لاعبيها من المشاركة في البطولات والمحافل الوطنية، مؤكدًا أن هذه الجهود أثمرت عن نتائج ملموسة، وأثبتت قدرة هذه الأكاديميات على أن تكون نواة حقيقية لتطور شامل في الرياضة السعودية، وأن جازان تمثل جزءًا لا يتجزأ من مسيرة التنمية الرياضية في المملكة.

وفي السياق ذاته، شدد كل من الكابتن علي مدخلي و الأستاذ عماد عباس على أهمية بناء اللاعب من الجوانب كافة، مؤكدًا أن الاهتمام بالفكر الرياضي السليم والانضباط السلوكي يمثلان الأساس الحقيقي لصناعة لاعب قادر على الاستمرار والوصول إلى مستويات متقدمة محليًا وعالميًا. وأوضح أن المحافظة على التحصيل الدراسي والاجتهاد العلمي لا يتعارضان مطلقًا مع التطور الرياضي، بل يشكلان عنصرًا داعمًا يسهم في نضج اللاعب واتزانه داخل الملعب وخارجه.

ويجمع المختصون على أن ما تمتلكه منطقة جازان من مواهب فطرية وشغف رياضي، إذا ما قوبل بدعم مؤسسي حقيقي وبنية تحتية متطورة، كفيل بأن يجعلها أحد أهم روافد الكرة السعودية خلال السنوات القادمة. فبين عدسة نادي نيوم، وطموح الأكاديميات الأهلية، يقف شباب جازان على أعتاب فرصة حقيقية لصناعة مستقبل رياضي يليق بقدراتهم، ويسهم في تحقيق تطلعات الرياضة السعودية نحو العالمية.