الرئيسية مقالات فن حياكة السدو بين عراقة الماضي وجمال المستقبل 

فن حياكة السدو بين عراقة الماضي وجمال المستقبل 

60
0

 

بقلم/مضاوي بنت دهام القويضي

فن حياكة السدو يُعتبر أحد أبرز الحرف اليدوية التقليدية التي تعكس التراث البدوي في شبه الجزيرة العربية تحديدا في بلادنا السعودية وبشكل أدق إقليم نجد وبعض المناطق السعودية الأخرى وربما امتد تأثير هذا الفن إلى الدول الشقيقة المجاورة إذ يُمارس هذا الفن منذ قرون طويلة، حيث يستخدم فيه الحرفيون الصوف، الوبر، أو شعر الماعز لنسج أنسجة سميكة ذات تصاميم هندسية دقيقة.

يرتبط السدو بالحياة البدوية، حيث كان يُستخدم لصنع الخيام، الوسائد، والملابس. يُعبر عن الهوية الثقافية للقبائل، إذ تتنوع الزخارف والألوان لتروي قصصًا عن حياة القبيلة وبيئتها. تبرز ألوان الأحمر، الأسود، والأبيض كعناصر أساسية في معظم التصاميم، ما يمنح السدو طابعًا فنيًا مميزًا.

تبدأ العملية بجمع الصوف أو الوبر، ثم يُغزل باستخدام المغزل اليدوي، وبعدها يتم الصبغ بألوان طبيعية مستخلصة من النباتات والصخور. توضع الخيوط المصبوغة على النول، حيث تُنسج بخبرة ودقة لخلق الأنماط الهندسية المتقنة.

اليوم، تسعى الجهود للحفاظ على هذا الفن التقليدي، حيث أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي. كما يُدرّس في ورش عمل ومؤسسات تهتم بالحرف اليدوية، ما يساهم في استمراريته وانتشاره.

حياكة السدو ليست مجرد حرفة، بل نافذة على روح البداوة وحكاياتها التي ترويها أنامل النساء البدويات بكل إبداع وإتقان. إن فن حياكة السدو لأرث ثقافي عميق الجذور في فنون الحرف اليدوية التقليدية لذا كان لزاما الحفاظ عليه ويأتي هذا العام 2025 عام الحرف اليدوية ليكرم مبدعيه ومبدعي كافة الحرف اليدوية التقليدية عاشت بلدي منارة الحرفيين والفنانين والمبدعين أبد الدهر..

كاتبة صحفية سعودية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا