الرئيسية مقالات من الإنتماء إلى الإبداع.. المستشار الإداري مظفر يرسم خارطة طريق نجاح المؤسسات

من الإنتماء إلى الإبداع.. المستشار الإداري مظفر يرسم خارطة طريق نجاح المؤسسات

296
0

 

منصور نظام الدين: جدة:-

أكد المستشار الإداري محمود عثمان مظفر : أن نجاح أي مؤسسة مرهون بقدرتها على بناء بيئة عمل متوازنة تركز على الإنسان باعتباره المحرك الأساسي للعمل، مشددًا على أن تعزيز انتماء الموظف لمكان عمله لا يتحقق بالشعارات أو القوانين الجامدة فحسب، بل عبر سياسات عملية تجعل الموظف يشعر بأنه جزء أصيل من المنظومة، وأن نجاح المؤسسة من نجاحه الشخصي ، إذ إن الانتماء يولّد الإخلاص ويقود إلى أداء أكثر ثباتًا وجودة.

وأضاف أن الإدارة الناجحة لا يمكن أن تستقيم دون وجود أسس وضوابط عادلة وشفافة لتقييم الموظفين، بحيث تكون معايير الأداء واضحة للجميع، وتستند إلى الإنجاز الفعلي لا إلى المحسوبيات أو العلاقات الشخصية ، فالتقييم العادل – حسب وصفه – يعد بمثابة مرآة صادقة للموظف، تعكس نقاط قوته وتكشف فرص تحسين أدائه، بما يخلق بيئة قائمة على التنافس الشريف والجدية في العمل.

وأشار الخبير الإداري : إلى أن الحوافز المالية لا تزال من أبرز أدوات الإدارة لزيادة الإنتاجية وتحقيق أهداف المؤسسة، فهي تعزز الدافعية وتمنح الموظف شعورًا ملموسًا بتقدير جهوده، إلا أنه شدد على ضرورة أن تكون هذه الحوافز عادلة ومنظمة، وأن تقترن أحيانًا بحوافز معنوية كالتكريم أو الإشادة العلنية، حتى يكون الأثر مضاعفًا على الروح المعنوية للعاملين.

وأوضح أن الدورات التدريبية والتأهيلية تمثل استثمارًا طويل الأمد في العنصر البشري، فالموظف الذي يُمنح فرصًا لتطوير معارفه وصقل مهاراته يصبح أكثر إبداعًا وكفاءة، وهو ما ينعكس على جودة المخرجات المؤسسية ، داعيا إلى اعتماد خطط تدريبية مستمرة، تتماشى مع التطورات التقنية والإدارية المتسارعة، وتواكب متطلبات السوق والتحديات المستقبلية.

وأكد مظفر :أن المؤسسات الرائدة لا تكتفي بالاستماع للأفكار الصادرة من الإدارات العليا، بل تحرص على تبني أفكار الموظفين وتشجيعهم على المشاركة في صياغة الحلول والابتكارات ، فالموظف الأقرب لبيئة العمل يدرك تفاصيلها الدقيقة، وقد يقدم مقترحات تعزز من الكفاءة أو توفر في التكاليف أو تفتح مجالات جديدة للنمو.

وشدد على أن الاجتماعات الدورية بين المدراء والموظفين يجب ألا تكون مجرد إجراء شكلي، بل منصة حقيقية لتبادل الآراء والاستماع لمشاكل العاملين وتطلعاتهم ، فالمدير القادر على الإنصات بفاعلية يُكسب ثقة فريقه، ويستطيع معالجة التحديات قبل أن تتفاقم، مما يرسخ بيئة عمل صحية قائمة على الاحترام المتبادل.

وختم المستشار الإداري محمود مظفر تصريحه بالقول: إن المؤسسة التي تريد التميز والاستدامة مطالبة بخلق معادلة متوازنة تقوم على تعزيز الانتماء، وضمان العدالة في التقييم، وتقديم الحوافز، وتطوير الكفاءات، والاستماع إلى صوت الموظف ، فهذه الركائز مجتمعة هي التي ترسم خارطة طريق النجاح المؤسسي وتضمن استمرار العطاء في بيئة عمل محفزة ومبدعة ، فتعزيز استدامة الشركة لا يتحقق فقط من خلال تبني الممارسات الإدارية والبيئية السليمة، بل يعتمد بشكل كبير على استمرارية الموظفين واستدامتهم ، فالموظف المستقر والملتزم يضيف قيمة طويلة الأمد للشركة، حيث يسهم في رفع مستوى التنافسية في السوق من خلال تراكم الخبرات والمعرفة المؤسسية ، كما أن استدامة الموظفين تقلل من المخاطر المرتبطة بارتفاع معدلات الدوران الوظيفي، وتعزز من قوة الشركة ومكانتها، بالإضافة إلى مساهمتها في خفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بالتوظيف والتدريب المستمر للكوادر الجديدة. وبذلك تصبح الشركة أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات وتحقيق نمو متوازن ومستدام.