الرئيسية مقالات إنها أخلاق الكبار 

إنها أخلاق الكبار 

461
0

 

ما مات من زرع الفضائل في الورى — بل عاش عمراً ثانياً تحت الثرى

بقلم ✍️: أبو عبدالعزيز الزهراني منطقة الباحة محافظة قلوة

من شهر ربيع الأول من عام ١٤٤٧هـ

عندما يكون المتلقي صاحب ذوق رفيع وإحساس عالي وبعقل واعي وقلب كبير سوف تكون لغة الخطاب أدق وأجل وأنقى فمن الكمال أن ترتقي العقول بفكرها حتى تطيب الألسن بحديثها فرُب كلمةً قالت لصاحبها دعني فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)فصراع المواقف والقلوب تحتاج لجهاد مستمر ولنفس مطمئنة وقلوب بيضاء لاتعرف السواد فمن يحب الخير للغير سيكون عونا في الخُطى والسير فكلما صعدت سُلماً للمجد وطريقًا للنجاح ستسقط الأقنعة المزيفة من حولك وستسمع كلام المثبطين العاجزين الذين عجزوا أن يلحقوا بالركب والسير في إتجاه الطريق الصحيح فتجدهم تارةٍ يلمزون وتارةٍ يسخرون وتارةٍ أخرى يرمون عليك التهم جزافاً من هنا ومن هناك فقد يكونوا جُلهم أو معظمهم من أقرب الناس إلى قلبك -فلا تذهب نفسك عليهم حسرات -ولا تهتم ولا تحزن- ولا تكن في ضيقاً مما يمكرون ولك من سبأ بنبأ يقين فمن الحقائق المؤلمة عندما ترى بعض الأصحاب والأصدقاء يتساقطون أمام عينك واحداً تلو الآخرحتى لا يكاد يبقى معك إلا القليل من الأوفياء الصادقين عندها ستقف حائرًا لا تستطيع الأبتعاد ولا تحب الإقتراب ولايمكن أن يكون للنسيان مجال نعم إنها بداية نقطة تحول في حياتك وستمضي بك القافلة إلى بر الأمان وستصنع بك ولك مجتمعاً جديداً وأصدقاء جدد ولله الحكمة البالغة وهذه سنن الله في العباد التي لا تخفى على ذي لُب ومن هنا وبأسم المنطق ومن هذا الباب فقد تكون قمة الإبداع في التغابي وهرم الحكمة في التغافل فليس كل المواقف في حياتك اليومية معارك وتصفية حسابات حتى وإن كسبت خسرت فأجعل في باحة فكرك مجال كبير للمد والجزر فليس من الحكمة الإنتصار والفوز دائماً .

أخي القارئ: قد قالوا قديماً كل شيء ينقص إذا أخذت منه إلا السعادة والفرح إذا تقاسمتها مع الآخرين فهي الباقية في قلوب الناس فكل المواقف والديون قد تُسد وتُرد إلا الوقفات الصادقة فلم تكن تربيتةُ الكتف يومًا إلا إحساس وشعور داخلي أصيل وأما تفريج الهموم فهي من شيم الكرام ناهيك عن مسح رأس اليتيم فقد تكون من أقوى وأجل عُرى الإيمان فصنائع المعروف تقي مصارع السوء

ترويقة : فمهما أختلفت الثقافات وبعدت المسافات فينابيع الخير كثيرة ولن تنضب وأثر الخير لا ينتهي وسيبقى مابقي الليل والنهار فلربما تصرف بسيط ظل في ذاكرة الناس حُقبة من الزمن فبقدر حلمك زاد رسمك وقد قالوا قديماً من يفتقر للسّلام ولين الكلام عاش بسراديب الظلام فلا يستغرب من كان هذا طبعه فلن يكون إلا مصدراً لنشر الفوضى وإشعال الفتن بين الناس فتلك والله من صفات الحسود المعترض على أقدار الله وتقسيم نعم الله على العباد فلن يبقى ولن يسود ولن يزود(وإن غداً لناظره قريب) وقد قال ابن الجوزي رحمة الله عليه في مقولته الشهيرة أن العاقل الذكي الذي لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة فبعض الأمور التغافل عنها قوةٌ وفضيلة فمن زاد نقص ومن أحكم أحتكم فمن كان هيناً ليناً يألف ويؤلف لا فضاً ولا غليظا زاد قبوله بين الناس فبقدر عطاك تنال قدرك فقد تحبك الناس لشخصك بدون مقدمات لما يجدونه من سماحة الخلق ولين الجانب ومكارم الأخلاق التي ترتقي بصاحبها لأعلى المنازل والرتب ومن حازها فقد حازخيرًا كثيرا والكيس الفطن من يعمل مع قانون وساعة الدوران الفاصلة والقادمة لامحالة فالعاقل يستشرف المستقبل القريب ويبدأ بتحسين الخط فربما يأتي يومًا ونقرأ جميعاً ماكُتب بالأمس فهناك شمس شارقة وشمس غاربة وتلك الأيام يداولها ربنا بين الناس فسرعان ما تنتهي وتبقى وحيدًا في زاوية النسيان فحياتك أمانة فاكتب ما شئت وستقراء كتابك بنفسك وسيكون حتماً عليك حسيبا فالوقت لن يجامل أحداً فقد تمضي ساعات العمر سريعة بلمح البصر وفي غفلة من الناس وفي سباق مع الزمن نُمسي ونُصبح ونحن على شاطئ النهايات معتبرين بما رأينا وسمعنا مابين الصدمة والشفقة والحنين والشغف (ودمتم في خيرًا دايم ،،،،