عادل بكري
جازان – صدى نيوز إس
في عالم التواصل، لا تقتصر الكلمات على التعبير عما يدور في عقولنا فقط، بل تمتد إلى ما يُقال بصمت عبر أجسادنا. لغة الجسد هي السر الذي يكشف ما خلف الكلام، فهي تعبير صادق عن مشاعرنا وأفكارنا العميقة التي قد لا نجرؤ على البوح بها شفهيًا.
حين يتحدث الجسد، تتراقص الإيماءات، وتتكشف نظرات العيون، وتبوح حركات اليدين بأكثر مما يُقال. هذه اللغة الخفية هي الجسر الذي يربط بين ما نُفكّر فيه وما نشعر به، بين الحقيقة المختبئة والظاهر على سطح الكلمات.
الابتسامة، مثلًا، قد تحمل في طياتها ألف معنى؛ هي ليست مجرد حركة عضلية، بل إشعاع للدفء والقبول. والعيون، تلك النوافذ التي تعكس أعمق مشاعرنا، قد تكشف الحيرة، الفرح، الحزن، أو حتى الكذب. كذلك، تعبيرات الوجه وتوتّر العضلات تعزف لحنًا غير مسموع يعكس الحالة النفسية والداخلية .
لكن سرّ لغة الجسد يكمن في التوافق بين الكلام والجسد. حين ينسجم التعبير اللفظي مع الإشارات الجسدية، تزداد مصداقية الرسالة وقوتها. أمّا حين يتعارضان، فإنّ ذلك يثير الشك ويكشف الزيف أو الخجل أو التردّد.
في عالم اليوم، حيث تتزايد وسائل التواصل، تظلّ لغة الجسد أصدق وأعمق وسيلة مباشره لفهم الآخرين والتواصل الحقيقي. فهي تُمكّننا من قراءة ما بين السطور، من فهم ما لا يُقال، ومن بناء جسور ثقة وتواصل إنساني حقيقي.
فلنمنح أجسادنا صوتًا حقيقيًا، ولننتبه لتلك الإشارات التي تحمل أسرار الكلام الذي لا يُلفظ، فهي تفتح لنا أبواب الفهم والمعرفة والارتباط بقلوب وعقول من حولنا.






