الرئيسية مقالات حين صمتت السماء 

حين صمتت السماء 

159
0

 

بقلم:عائشة عداوي

رحل أبي…

فغابت عن قلبي أنفاس الأمان،

وتحوّل الصباح إلى غريبٍ لا يعرف دفء الشمس.

منذ أن ودّعته، تغيّر وجه الحياة،

حتى العصافير صارت تبكي بدل الغناء.

أبي…

كنتَ لي وطنًا لا يضيق،

وصوتًا يبدّد خوف الأيام،

ومرفأً أعود إليه كلّما تاهت بي الطرق.

كنتَ الحلم حين تضيق الأحلام،

والعين التي ترى فيّ ما لا يراه أحد.

بعد رحيلك،

صارت الوحدة صديقتي الصامتة،

وصار الخوف ظلّي الطويل الذي لا يفارقني.

أسير في الدروب كالغريبة،

كأنك كنت البوصلة، ورحيلك أضاع الاتجاه.

ابتسامتي الآن ليست سوى قناع،

أرسمه كي لا يفضحني الحزن،

وأضحك مجاملةً،

لكن قلبي لم يعرف الضحك منذ رحيلك.

كلّ الوجوه حولي تشبه الغياب،

وكلّ الأماكن تنطق باسمك ثم تصمت.

حتى السماء يا أبي،

صارت تبكيني كلّما أمطرت.

من بعدك، علّمني الحزن طريقه،

وصافحني الغدر بأوجهٍ كثيرة،

حتى صرتُ أخاف من الدفء،

وأرتاب من الضوء إن اقترب.

رحمك الله يا أبي،

يا أول من علّمني الحنان بلا وعد،

والحب بلا شروط.

رحمك الله…

فقد تركت في قلبي أثرًا لا يُمحى،

وذكرى لا تموت،

ودربًا لا ينتهي… إلا عندك.