الرئيسية مقالات كَلِماتُنا.. تَهْدي أو تُؤْذي

كَلِماتُنا.. تَهْدي أو تُؤْذي

330
0

عـــــــــادل بكري _ جازان  

الكلمات، رغم بساطتها، هي أعظم أدواتنا في التأثير على من حولنا. إنها أشبه بيدين غير مرئيتين؛ يمكن أن تبني أو تهدم، تلمس القلوب أو تجرحها. لحظة واحدة من كلمة صادقة يمكن أن تغيّر يوم شخص كامل، تزرع فيه الأمل، تشعل الحماس، وتخلق رابطًا من التفاهم والمحبة.

ولكن في المقابل، كلمة جارحة، حتى وإن نُطِقت دون قصد، قد تترك أثرًا عميقًا في النفس.
وهناك بعض الأنفس كجدار من الحواجز يصعب هدمها.
والإنسان غالبًا لا ينسى ما أُذيَ به من كلماتٍ جارحة، بقدر ما يذكر دفءَ الكلمات الطيبة.

لهذا، علينا أن ننتبه لما نقول. قبل أن ننطق، دعونا نسأل أنفسنا:
هل هذه الكلمة تهدي أم تؤذي؟
هل ستزرع فرحًا أم حزنًا؟
فالتفكير في أثر الكلمة لا يعني التردد، بل يعني الحكمة والرحمة في التواصل.

الكلمات الجميلة لا تحتاج إلى ثروة ولا إلى مكانة، بل تحتاج إلى نية صافية ووعي بسيط. فابتسامة في الكلام، أو تقدير صادق، أو تشجيع لطيف، يمكن أن يكون أعظم هدية نقدمها لمن حولنا.

دعونا نجعل كلماتنا جسورًا بين القلوب، تضيء نورًا لدروب الآخرين، لا نارًا تغوص في أعماق النفس فتحرقها.
فالعالم اليوم بأمسّ الحاجة إلى الكلمات التي تهدي لا تؤذي، وإلى الألسنة التي تصنع الخير بدل الألم.

لنجعل حديثنا عطرًا وزهورًا نزرعها في النفوس،
لا شوكًا يجرحها.
فالكلمة الطيبة قد تكون أروع هدية نقدمها، وأبقى أثرًا في حياة من نتواصل معهم.