بقلم خالد الحربي – الرياض
النوايا… خفايا لا يراها إلا الله.
تسكن في أعمق زوايا القلب، صامتة كالدعاء، نقية كأول مطر.
ولولا أهميتها، لما أُخفيت عن العيون، ولعِظَمها اختار الله لها القلب موطنًا.
اقترنت النيّة بالطيبة حتى غدت عَلَمًا لأصحاب الصفاء،
فنقول عن من عرفناه بالخير: فلان نياويّ، قلبه أبيض كنهاره.
لكن يا للعجب…
في هذا الزمان، ظهرت نفوسٌ يزعجها صفاء النية،
ويُغضبها أن يُقاس العطاء بصدق القصد!
تُسدى إليك يدٌ بالعون، فتبتهج شاكرًا وتقول بصفاء:
جزاك الله بقدر نيتك.
فتتفاجأ بنظرة غريبة، وردٍّ عابسٍ لا يشبه المعروف الذي ظننته!
حينها تدرك أن بعض الأيادي تُصافحك بنفاق،
وأن بعض النوايا تشبه ظلّ المنافق…
يبتسم في النور، ويخفي في العتمة خنجرًا.
تبقى النوايا مطايا أصحابها،
فمن أراد بها وجه الله، بلّغته إلى خيرٍ لا ينفد،
ومن خبّأ خلفها غرضًا، أوّلته إلى ما أراد إخفاءه من شرّ.
فلا تُقابل المعروف إلا بميزان النيّة.
قل لمن أسدى إليك جميلًا:
لك العطاء بقدر نيتك.
وسترى بعينك إن كان معروفًا… أم كانت مكيدة






