الرئيسية مقالات الأبطال والناجحين

الأبطال والناجحين

158
0

 

الأبطال والناجحون أولئك الذين يُضيئون العتمة بنور عقولهم

ليسوا من يرفعون أصواتهم في الأسواق، ولا من يتزينون بزخارف الأضواء الكاذبة،

بل هم أولئك الذين يصنعون من الصمت إنجازاً، ومن الفكر مملكة، ومن العطاء مجداً لا يُشترى ولا يُقلّد.

الأبطال الحقيقيون لا يتباهون، لأنهم يعلمون أن الوميض لا يحتاج إلى تصفيق،

والناجحون لا يستعرضون، لأنهم يدركون أن العظمة تُقاس بما يُنجز لا بما يُقال.

لقد حسدهم الناس لأنهم أشرقوا بعقولٍ نيّرةٍ، وقلوبٍ نقيّةٍ، ومبادراتٍ تُثمر حياةً أينما حلّت.

ومن عجز عن بلوغ قممهم، راح يرشقهم بسهام الحقد والثرثرة،

فالفاشلون لا يكرهون النجاح، بل يكرهون أن يذكّرهم الناجحون بفشلهم!

أما هم… فماضون كالأقمار في دربهم لا تضرّهم الغيوم ولا تُطفئهم الرياح.

يعلمون أن طريق المجد لا يُفرش بالورود، بل تُرويه العزيمة، وتعبده الخطى الواثقة.

هم من يبنون حين يتحدث الآخرون،

ويزرعون حين ينشغل غيرهم بالشكوى،

ويُضيئون حين يختبئ المتذمرون خلف عذرٍ أو حسدٍ أو مظلمةٍ موهومة.

الأبطال والناجحون لا يُسرفون في الكلام، لأن أفعالهم تنطق عنهم.وكثر يمثلونهم

ولا يردّون على الحاقدين،

لأن الجبال لا تُجادل الرياح، بل تبقى شامخة حتى تُرهقها محاولات الاقتراب.

هم تاج الحياة، وروح النهضة، وأمل الأمم في مستقبلٍ أزهر.

ولو علم الحاسدون أن الغيرة نارٌ تأكل صاحبها قبل أن تلمس خصمه،

لأطفؤوها بحكمة، وأشعلوا بدلاً عنها شمعة طموح تُنير لهم طريق الارتقاء.

إن الأبطال والناجحين لم يُخلقوا ليُرضوا الجميع،

بل ليُضيئوا الطريق للجميع… حتى لأولئك الذين حاربوهم يوماً ما.

عبدالعزيز الحسن

إنساني ثقافي