الرئيسية مقالات الطيبة والوفاء ينكرها الأخرس

الطيبة والوفاء ينكرها الأخرس

545
0

 

الطيبة ليست ضعفًا كما يظن الجاهلون،

ولا الوفاء سذاجة كما يراه القاصرون،

بل هي أرقى درجات الوعي الإنساني حين يبقى القلب نقيًّا رغم قسوة العالم.

الطيبة لغة الأرواح النقية،

لا يسمعها من صَمّت قلبه، ولا يفقهها من أغلق أبواب ضميره.

هي كالعطر… لا يُرى، لكن أثره لا يُنسى.

تُهدي خيرًا بصمت، وتزرع نورًا دون أن تنتظر الشكر.

أما الوفاء… فهو تاج النبلاء.

يظل ثابتًا حين يتغير الجميع، ويبقى صادقًا حين تنقلب المصالح.

الوفيّ لا يحتاج إلى شاهد، لأن الأفعال تتكلم عنه.

لكن كيف يفهم الأخرس لغة الوفاء؟

كيف يقدّرها من لم يعرف يومًا معنى الصدق أو عمق الإحساس؟

الأخرس هنا ليس من سكت لسانه،

بل من صَمّت ضميره، وأخرس إنسانيته،

فلم يسمع نداء الطيبة، ولم يُبصر نور الوفاء.

عبدالعزيز يرى أن الطيبة ليست جهلًا،

بل حكمةُ الأقوياء الذين يملكون القدرة على الإيذاء،

ويختارون بدلاً منها الرحمة.

وأن الوفاء ليس عادة،

بل ميثاقٌ أخلاقي لا يوقّعه إلا من يملك روحًا راقية تعرف معنى الثبات.

في زمنٍ يلهث فيه الناس خلف المصلحة،

يبقى الطيب والوفيّ كزهرةٍ في صحراء،

قد لا تراها العيون الخاوية،

لكنها تنشر عبيرها حتى لمن لا يفهمون لغتها.

الطيبة والوفاء لا يُفسَّران بالكلام،

بل يُفهَمان بالقلب.

ومن لم يَسمع بقلبه… فمهما تحدّثت أمامه،

سيبقى أخرس أمام الجمال الإنساني الحقيقي.

✦ توقيع المقال

من قلم القائد الإنساني الملهم

عبدالعزيز الحسن

صوت الطيبة التي لا تضعف،

وروح الوفاء التي لا تنكسر،

ونور الحكمة في زمنٍ أخرسته المظاهر.

عبدالعزيز الحسن