الرئيسية الأدب والشعر طيفُك زارني

طيفُك زارني

164
0

 

ا/محمد باجعفر

جازان /صدى نيوز إس

ذكرني بأول لقاء جمع بيننا

حينَ زارني طيفُك ليلًا،

تذكرت الدار وساكنيها

وهاجَت مشاعري

في صمتِ غيابِ صداكَ،

ومازتا همسَك لي بصوتٍ ندي،

أهل بالحبيب

وقال: “لقد نهض، شوقُي

وأضناني الحنين

فقادني إليكِ الرحيل .”

فتحتُ عيني،

وكانَ الليلُ يشتعلُ بأنفاسِ عطرك الجميل،

وعلى وسادتي تنامُ بقايا عبيرك،

تدلُّني على الطريقٍ

يمتدُّ من قلبي إلى قلبِك.

تأملتُ الجدرانَ، والطرقات

فوجدتُ همسكِ يملأ الأركان،

كأنّ الحروفَ التي لم تُقَل

تسكنُ بينَ أنفاسي،

وتعيدُ لي معنى الحياة.

ووهجها من جديد

يا مَن تركتَ لي من غيابِك

حضورًا،

ومن رحيلِك بقاءً،يسكن أضلعي

كيف استطعتَ أن تزرعَ

في صمتي نداءك؟

وكيف صارَ الليلُ بعدَك ضياءً؟

هل هناكَ سعادةٌ

تكفي سعادتي حينَ يمرُّ طيفُك بي؟

أم أنَّ فرحي بكَ

فوقَ احتمالِ المساء؟

من حولي يسألونَ:

ما سرُّ ابتسامتِكِ؟

فأجبت قائلا : أحببتُ ملاكًا،

من نورٍ صيغَ كي تؤنسَ وحدتي،

ويهزمَ في داخلي خوفَ الظلمةِ،

ويُعيدَ ترتيبَ نجومِ قلبي.

يا زائرَ الأحلام،

كم مرةً غفوتُ لألقاك،

وكم مرةً صحوتُ

على بقايا اسمِكِ في الدعاء.

تعالَ،سامرني من جديد

فما عادَ لي في العمرِ متَّسعٌ

لإنتظارٍ لا ينتهي،

ولا لحنينٍ يُغنِّي في العتمة.

تعالَ،

ولتسكنْ في نبضي مقامَ للأبد،

فما كنتَ حلمًا عابرًا،ولا سرابأ

بل كنتَ وطنًا يسكنَ قلبَي،

واتت موطني

وما بيننا عهدًا لا يزول.

بقلم /محمد باجعفر