الرئيسية الأدب والشعر (حين تنجو من الزيف)

(حين تنجو من الزيف)

62
0

الكاتبة  وجنات صالح ولي.

هناك مرحلة في العمر لا تعود فيها تُصدق كل ما يُقال، ولا تنخدعين بكل ما يبدو جميلًا من بعيد.
تتعلمين أن الوجوه قد تكون ناعمة لكن النوايا خشنة،
وأن الكلمات قد تكون لطيفة… لكن الحقيقة خلفها لا تشبه اللطف أبدًا.
تبدئين ترين الناس كما هم، لا كما يتظاهرون أن يكونوا.
ترين الخوف خلف جرأة البعض،
وترين الضعف خلف صمت البعض،
وترين الزيف خلف طيبةٍ صُنعت بعناية لتبدو صادقة.
تصلين إلى لحظة تدركين فيها أن النجاة ليست في كثرة العلاقات…
بل في قلّة الأكاذيب التي نسمح لها بالاقتراب منا.
تتغير أولوياتك،
ويصير قلبك أكثر ذكاءً من ذي قبل،
يعرف أن بعض الحضور أثقل من الغياب،
وأن بعض الغياب أرحم من الحضور.

لم تعد الحياة قاسية كما تشاهديها
أنتِ فقط ،أصبحتِ أكثر وضوحًا.
لم يعد الناس يؤلمونك مثل قبل لكن
أنتِ فقط لم تعودي تمنحين أحدًا فرصة ليكسر الجزء الذي رممته بيديك.
وفي النهاية…
لا تنتصرين على الآخرين بقطع العلاقات،
بل تنتصرين على نفسك حين تتوقفين عن تبرير ما لم يعد يستحق البقاء.