عصماء بنت محمد الكحالية
أيتها السنة المقبلة،
يا ابنة الزمن التي لم تطأ الأرض بعد،
أستقبلك لا بلهفة العابرين،
بل بسكينة من جرّب، ففهم، ثم اختار أن يُكمل.
خمسةٌ وعشرون لم تكن عبئًا كما يُشاع،
كانت كفصلٍ مكثّف؛
ازدحمت فيه العلامات، وتزاحمت الإشارات.
فيها وقّعت اسمي بيدي،
لا على ورقٍ فقط،
بل على فكرةٍ كانت تخاف الظهور.
وفيها خرج كتابي إلى الضوء
ككائنٍ حيٍّ،
يبحث عن قارئٍ يشبهه، لا عن تصفيقٍ عابر.
وفيها التقيت وجوهًا
أثبتت لي أن الوفاء
عملة لا تُتداول بكثرة،
وأن القليل منه
أثمن من كثرةٍ بلا معنى.
نعم، كان في العام عتمات،
لكنها لم تكن هاوية،
بل ظلالًا عرّفتني على اتجاه النور.
تعلمت أن السواد
ليس نقيض الجمال دائمًا،
أحيانًا هو إطاره.
أما أنتِ، يا ستةً وعشرين،
فأدخل إليك
بقلبٍ مُقوَّم لا منكسر،
وبأملٍ لا يُراهن على الصدفة،
بل يتكئ على الله
ثم يمشي.
لا أطلب منكِ أن تكوني سهلة،
فالسهولة تُضعف المعنى،
لكن أرجوكِ
كوني واضحة.
كوني عادلة.
كوني مساحة
أكبر للثبات،
أوسع للقوة،
وأصدق لتحقيق ما تأخر.
أريد أن أكون فيك
أكثر رسوخًا،
أقل ترددًا،
أدقّ في اختياراتي،
وأجرأ في أحلامي
دون ضجيج.
أفتحك باسمي الحقيقي،
لا بالنسخة التي ترضي الجميع،
وأمضي معك
لا لأُثبت شيئًا لأحد،
بل لأُكمل ما بدأته نفسي
حين صدّقت ذات يوم
أن الحلم
ليس ترفًا،
بل مسؤولية.
مرحبًا بكِ إذن،
لا كمنقذة،
ولا كاختبار،
بل كشريكة طريق
تحترم من يعرف قيمته
ويمشي.






