الرئيسية مقالات علاقات تحت المجهر

علاقات تحت المجهر

13
0

 

الكاتبة /وجنات صالح ولي.

علاقات تُبنى وتُقام دون وعيٍ مُدرك، تنشأ بلا ضوابط، وبلا اكتراث حقيقي للمشاعر. علاقات تختصر فوضى العلاقات الإنسانية المعاصرة؛ منها ما يستمر، ومنها ما ينتهي، ومنها ما يُستباح فيه الإنسان باسم القرب، وتُستنزف فيه الأرواح التي سكنت بعضها بعضًا دون إذنٍ بالحماية.

في هذا النوع من العلاقات، لا نكون عابرين، ولا سطحيين، بل نكون حاضرين بكاملنا، ولذلك توضع تحت المجهر. كل تصرّف يُحسب، وكل كلمة تُفسَّر، وكل صمتٍ يُدان. نتصرف بعفوية، بينما الطرف الآخر يراقب، يُحلّل، ويتربّص بالتفاصيل الصغيرة كما لو أنها أدلّة إدانة.

العلاقات التي توضع تحت المجهر ليست علاقات عادية؛ هي علاقات النفوذ العاطفي، حيث يتحوّل القرب إلى سلطة، والاهتمام إلى مراقبة، والحرص إلى محاكمة يومية. هنا لا يُطلب منك أن تكون مخطئًا لتُدان، يكفي أن تكون إنسانًا.

ولهذا، إن لم تُبنَ هذه العلاقات على الرحمة، والنية الصافية، واحترام الهشاشة الإنسانية، فإنها تتحوّل من مساحة أمان إلى ساحة إختبار قاسية، يُرهق فيها القلب، ويُستنزف الوجدان. فالرحمة ليست ترفًا في العلاقات العميقة، بل شرط بقاء.