د . علي إبراهيم خواجي
مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة جازان
أصبح الإعلام السياحي اليوم أحد أبرز أدوات القوة الناعمة ، وعنصرًا محوريًا في تشكيل الصورة الذهنية للدول والمجتمعات ، ولم يعد دوره مقتصرًا على الترويج للأماكن والمعالم ، بل تجاوز ذلك ليكون ناقلًا للهوية الثقافية ، ومحفزًا للاستثمار ، ورافدًا اقتصاديًا فاعلًا .
وفي هذا السياق ، تبرز الرياضة كأحد أهم روافد الإعلام السياحي وأكثرها تأثيرًا وانتشارًا .
فالفعاليات الرياضية الكبرى ، من بطولات ومنافسات ومهرجانات ، لم تعد أحداثًا رياضية خالصة ، بل تحولت إلى منصات سياحية عالمية تستقطب الزوار ، وتعرّف بالمقومات الحضارية والتراثية والطبيعية للدول المستضيفة. وهنا يأتي دور الإعلام السياحي الرياضي في إبراز هذه الأحداث بصورة احترافية ، تربط بين شغف الرياضة ومتعة السفر ، وبين المنافسة الرياضية والتجربة السياحية المتكاملة .
ويُسهم الإعلام الرياضي ، عندما يُدار برؤية سياحية واعية ، في الترويج للمدن والمناطق ، وتسويق الوجهات السياحية ، ونقل التجارب الإنسانية المصاحبة للأحداث الرياضية ، بما يعزز من جاذبية المكان ويطيل أثر الحدث بعد انتهائه . كما يُعد هذا النوع من الإعلام عاملًا مؤثرًا في تنشيط السياحة الداخلية ، وبناء الوعي المجتمعي بقيمة استثمار الرياضة في التنمية .
إن التكامل بين الإعلام السياحي والرياضة لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية تفرضها متطلبات التنمية المستدامة ، وتنافسية الوجهات السياحية ، وتحولات الإعلام الحديث. فكلما كان الخطاب الإعلامي احترافيًا ، صادقًا ، ومبدعًا ، استطاع أن يحول الحدث الرياضي إلى قصة سياحية ملهمة ، والمكان إلى وجهة عالمية نابضة بالحياة ، ولنا في قطر الحبيبة خير مثال ، فتجربتها في استضافة كأس العالم التي أبهرت بتنظيمها كل العالم ، وبعد ذلك بطولة كأس العرب التي شاهدنا في كل مبارياتها الآلاف من الجماهير التي حضرت المباريات .
وفي ظل التحولات الكبرى التي يشهدها القطاعان السياحي والرياضي ، تبرز الحاجة إلى إعلام متخصص ، يمتلك أدوات العصر الرقمي ، ويجمع بين المعرفة المهنية والرؤية الوطنية ، ليكون شريكًا فاعلًا في صناعة الصورة ، وبناء السمعة ، ودعم الاقتصاد .
آخر حرف :
نستطيع من خلال الرياضة ان ننهي بالمكان اقتصاديا وسياحيا وثقافيا ، فيجب تفعيل القوة الناعمة لتحقيق النجاح .






